أمراض القلب : وفيَات بالجملة والأرقام صادمة !

يضعف نبضه ويفقد إدراكه بالعالم ، يشعر وكأنَه يتنفَس من ثقب إبرة ، لا شيء أشدَ ألما من هذا الشعور الذي يحبسك بين  وخزات قلبيَة مؤلمة وضيق تنفَس لا يحتمل ، وأكثر ما يحزن في هذا المشهد الواقعي الذي يعيشه أغلب مرضى القلب هي إمكانيَة وفاة هذا الشخص دون سابق إنذار وبشكل مفاجئ ليترك لوعة وحزن في قلوب كل من أحبَوه وأنسوا وجوده في حياتهم  .

 

وفي نفس الإطار ووفق مجموعة من الدراسات والإحصائيات الثابتة عن منظمة الصحة العالمية  تتسبَب أمراض القلب والشرايين في وفاة الآلاف من الأشخاص سنويَا وتعتبر ضمن الأسباب الرَئيسيَة للموت المفاجئ حول العالم، وفي تونس تصل نسبة الوفيات بسبب أمراض القلب إلى 47% وبمعدل  أقل في المغرب بما يقارب ال31% وقرابة 20% بالجزائر ،كما أكَد نفس المصدر أنَ ما يقارب 17,5 مليون شخص هلك في العالم سنة 2005،  بسبب أمراض القلب والشرايين أي ما يقارب 30% من عدد الوفيات في العالم،  من ضمنهم 5,7%  وفاة ناتجة عن الجَلطة ،ويرى خبراء التحليل وأطبَاء الإختصاص أنَ الآفات القلبية الوعائية من الأسباب الأساسيَة والرَئيسيَة لأغلب حالات الوفاة في شمال افريقيا خاصَة مع تردَي الأوضاع الإجتماعيَة (إنتشار الفقر وتنامي الطبقيَة )  التي يقابلها إرتفاع كبير في تكاليف علاج الأمراض القلبيَة خاصَة التي تتطلَب عملية زرع أعضاء (حقيقيَة أو إصطناعية ) وهي عمليَات صعبة وتتطلَب مهارات وتقنيات ووسائل حديثة ومتطوَرة والتي يعجز الإنسان العادي أو العاجز ماديا عن توفير مصاريفها .

هذه القراءات تؤكَدها أرقام صادرة عن منظَمة الصحَة العالميَة التي كشفت أنَ ما يقارب 80% من الوفيات النَاتجة عن  أمراض القلب والشرايين  حدثت بالبلدان  محدودة الدخل أو ذات الدخل المتوسط أو الضعيف  نسبيَا ، وتؤكد المنظمة أنَ هذه الحالات ستبقى متواصلة في حال إستمرَ تردي الأوضاع الاجتماعية مضيفة أنَ ما يقارب 20 مليون شخص سيلقون حتفهم بسبب الأمراض القلبيَة في السنوات المقبلة إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه حاليَا  وأنَ أغلب الوفيات ستكون جرَاء السكتة القلبية والجلطة.

وضمن نفس السياق وفي منتدى تونسي جمع بين ما يقارب 300 من الاخصائيين الطبيين خبراء وأطبَاء يعملون في مجال علاج أمراض القلب والشرايين وعدد كبير من خبراء الجراحة العامَة في تونس ومن دول شمال وغرب افريقيا  تبيَن أنَ الكولسترول الذي يحتوي على البروتين اللبيدي منخفض الكثافة هو القاتل الصامت لأغلب مرضى القلب و السبب الرئيسي لحالات الوفاة الناتجة عن الأمراض القلبيَة في العالم كما يصنَف ضمن الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في كل من تونس ، الجزائر والمغرب .

ووفق مجموعة سابقة من المقالات والتقارير المنجزة حول نسبة الوفيَات القلبيَة في تونس أكَد الدكتور علي بالهاني وهو أستاذ وله خبرة في إختصاص أمراض القلب والشرايين بمستشفى شارل نيكول أنَ إرتفاع نسبة الإصابة بأمراض القلب راجع  أيضا إلى مجموعة من العادات الحياتيَة السيَئة التي يسلكها التونسي دون أن يعي بمستوى خطورة هذه السلوكيات التي تعكس نمط حياتي إجتماعي ويومي سيء ومضر للغاية بجسم الإنسان فالأنماط الغذائية والسلوكيَة الغير متوازنة التي يتعمَد الشباب وحتَى المراهقين سلكها هي التي تمهد إلى ظهور بوادر وأعراض الإصابة بأمراض القلب والشرايين وباقي الأمراض المزمنة الأخرى كداء السكري ، السَمنة المفرطة وهي أمراض غالبا ما تنقضَ على الإنسان في مرحلة مبكَرة من العمر  .

ويرى أغلب أطباء القلب والشرايين وخبراء التحليل السلوكي أنَ أهم وأوَل الإجراءات والتدابير الوقائيَة التي يجب إتخاذها هي إتباع نظام غذائي وحياتي صحي ومتوازن خاصَة وأنَ بلادنا معروفة بأطباقها الغذائيَة الغنيَة بالخصائص الغذائيَة المفيدة للجسم والتي تحميه من الأمراض القلبيَة وباقي الأمراض الممكنة، ومن أهم الثروات الصحيَة التي يمكن إستهلاكها لتقوية مناعة الجسم جميع أنواع الغلال البحريَةإضافة إلى  السمك وزيت الزيتون. .. كما تعتبر الرياضة من الوسائل الوقائيَة والعلاجية الثابتة لمد الجسم بالطاقة والراحة المعنوية، مع  الإلتزام بالمتابعة الطبيَة الدوريَة والمختصَة التي من شأنها أن تحمي الإنسان العادي من خطر الأمراض القلبيًة وذلك من خلال التَفطن المبكر لأعراضه، والتقليل من نوبات القلب وحماية الحالة من التدهور والتفاقم عند مريض القلب .