أمراض القلب المميتة : عندما تكون عمليَة زرع القلب هي الحل

القلب نبض الحياة وضمان إستمرارها، فروحيَا هو منبع العواطف والوجدان وماديَا هو محرَك الجسم ووظائفه، إذا صلح صلح سائر الجسد وإذا إختلَ تعطَلت بنية الإنسان الجسدية والمعنويَة بأكملها لذلك كان القلب على مرَ العصور موضوع البحوث الطبيَة والعلميَة المطوَلة لإستكشافه وفك رموزه، خاصَة وأنَ أمراض القلب على إختلافها حصدت أرواح الآلاف من الأشخاص في الماضي، واليوم وبعد رحلة بحث طويلة كان عنوانها الصبر والذَكاء إستطاع الإنسان أن يجد طرقا علاجيَة مختلفة تخرجه من دائرة الموت المحتَوم بسبب الأمراض القلبيَة الخطيرة ، ومن بين هذه الطَرق العلاجيَة المتطوَرة ظهرت عمليَة زراعة القلب التي أنقذت آلاف المرضى الذين كانوا يعانون من الفشل القلبي التام أو بعض المشاكل الصحيَة والوظيفية الأخرى فماهي خصائص وأسباب عمليَة زرع القلب ؟ ومتى تصبح الحلَ الوحيد للبقاء على قيد الحياة ؟

تزوَد عمليَة زرع القلب المريض بقلب أكثر قوَة وسلامة عندما يعجز قلبه الطَبيعي عن القيام بمهامه الوظيفيَة كما يجب جرَاء مجموعة من الأسباب والظَروف التي قد تنتهي بفشل القلب نهائيَا (end-stage cardiac disease).
متى يلجأ المريض إلى زراعة القلب؟
تصبح عمليَة زرع القلب أمرا ضروريَا عندما تعاني الحالة من فشل قلبي حاد أو مزمن،أو عند حصول نوبة قلبية إقفارية (Ischemic Heart diseases)أو عند حدوث إضطرابات في بنية أقسام القلب، أو القصور القلبي الحاد الناجم عن داء السَكري ، إضافة إلى  فشل عضلة القلب (Cardiomyopathy)،وقد تعتمد عمليَة زرع القلب أيضا في عمليَة مزدوجة جرَاء مرض رئوي مزمن يؤدي بدوره إلى اٍلى الفشل القلبي، لأنَ القلب أوَل المستهدفين من قبل الأمراض العدوانيَة الخبيثة ، وقد يختار المختص في جرَاحة القلب حل الزَرع أيضا في حالات العيوب الخلقية القلبيَة الشَديدة ،التي يفشل فيها القلب نهائيَا عن آداء وظائفه وتصبح حياة المريض مهدَدة .

أبرز خصائصها
أوَلا وقبل كلَ شيء يجب الحصول على القلب السليم والمناسب قبل زرعه في جسم المريض وذلك من قبل متبرع توفي حديثا، ولكن ليس لأسباب قلبية كي يكون القلب المزروع سليما وخاليا من العيوب والمشاكل الصَحيَة والمرضيَة، وغالبا ما يكون المتبرَع قد توفي جرَاء سكتة دماغية أي ما يعرف بالموت الدَماغي (Brain death) وأثناء عمليَة الزَرع يقع إعتماد جهاز قلب-رئة، الذي يقوم بدور المضخَة الخارجيَة للدم المريض، لأكسدة الدم وإزالة السَموم، أثناء زرع القلب الجديد داخل صدر المريض.
ورغم أنَ هذا النَوع من العمليَات أثبتت نجاعتها من خلال إنقاذ آلاف الأشخاص من بين أنياب الموت المحتوم إلاَ أنَ أقسام زرع الأعضاء (القلب، الرئة، الكلى …) وغيرها تعاني من نقص حاد في عدد المتبرعين رغم حملات التوعية العالمية المنجزة في هذا الغرض.
وهذا النَقص كان من الدَوافع الأساسيَة والأولى للتَفكير في إختراع قلب صناعي يلعب دور البديل المثالي لقلب المريض وإلى حد الآن تمكَن الإنسان من إبتكار إختراع أذهل العالم بأسره وهو القلب الإصطناعي وطبيَا تعرف هذه التَقنية باسم (Ecmo Machines)، وهو نظام بديل للقلب يقع تركيبه بعد توقف قلب المريض الطبيعي عن العمل، وهو جهاز يعتمد حالياً لإنقاذ ضحايا السكتات القلبية في كل من اليابان وكوريا الجنوبية. لذلك فإنَ هذه البلدان وبالتحديد في جنوب شرق آسيا ينجح أغلب أطبَاء القلب في إعادة الحياة إلى قلب المريض بنسبة تتراوح بين 70% و90%، في حين تنخفض هذه النسبة بشكل واضح في أمريكا وأوروبا ما بين 20% و25%. ،ولكن مؤخَرا بدأت هذه البلدان بإعتماد تقنية القلب الإصطناعي خاصَة مع ارتفاع نسبة وفيات مرضى القلب .