إكتشافات وتقنيات الطبَ الحديث ودورها في تغيير واقع الإنسان

تقنيات حاربت المرض وصنعت الحياة

منذ أن خلق الإنسان وهو في رحلة بحث متواصلة عن الأدوات والإكتشافات التي من شأنها أن تغيَر حياته إلى الأفضل ، وثبتت قدرة العقل البشري الخياليَة في صنع المعجزات منذ إكتشافه أوَل شرارة نار في العصر البدائي ، فالمتأمَل اليوم إلى ما وصل له العلم من تطور علمي وتكنولوجي سيقف مذهولا أمام إنجازات تقنية عديدة غيَرت واقع الإنسان إلى الأبد ، فمن منَا لايعرف توماس إديسون ومصباحه الكهربائي الذي أنار العالم بأسره فلولا نور مصباحه لبقي العالم مظلم في إنتظار عبقري مثله ولولا يوري جاجارين وهو أوَل رائد فضاء رأى الأرض من الفضاء الخارجي لما تجرَأ الإنسان على إختراق الكون  وعظمته لمعرفة ما يخفيه ….إنجازات لن ينساها التَاريخ ومن أعظمها الإنجازات التي غيَرت واقع العديد من الأشخاص والإكتشافات والعلاجات الطبيَة التي أهدت الأمل للآلاف من الذين فقدوا الأمل في الحياة جرَاء مرض خبيث فتَاك كآفة السَرطان  أو فقدان الأمل في الحمل كتقنيات الإنجاب بمساعدة طبيَة وغير مثال على نجاح هذه التقنيات عمليَة طفل الأنبوب التي جلعلت الشمس تشرق في حياة المشتاقين للأبوة والمشتاقات للأمومة الذين كانو ا يعانون من العقم وتأخَر الإنجاب ، وهذا ما يدعونا إلى التَساؤل كيف إستطاعت جميع هذه الوسائل من تغيير واقع الإنسان إلى الأفضل ؟ ومالذي أضافته هذه التَقنيات للبشريَة ؟

عمليَة طفل الأنبوب ودورها في المساعدة على الإنجاب

ساهمت تقنية طفل الأنبوب في إسعاد الملايين في مختلف أنحاء الأرض فمنذ ولادة أوَل طفل سنة 1978 عن طريق هذه التَقنية (لويس براون ) وهي اليوم أمَ وتعيش حياة طبيعية،  وقد ولدت لويس  إثر نجاح  الطبيب المعجزة صاحب فكرة التخصيب الصناعي روبرت إدواردز المتحصَل على جائزة نوبل للطب في تطويره هذه التقنية وتطبيقها على أرض الواقع  وتقوم  تقنية طفل الأنبوب على مبدأ الجمع بين البويضات و الحيوانات المنوية في أنبوب و ليس في رحم المرأة بعد أخذ عيَنة من الحيوانات المنويَة الخاصَة بالرَجل وحفظها في سائل خاص  وتقع عملية التخصيب في أنبوب مختبر خاص ثمَ تقع تنقية البويضات التي تحوَلت إلى أجنَة و نقلها  إلى رحم المرأة وبعد أسبوعين تبدأ بوادر الحمل بالظَهور لتبشَر بنجاح العمليَة .

 

وليست هذه التَقنية الطبيَة الوحيدة التي ساهمت في تغيير واقع الإنسان بل الأمثال في ذلك كثيرة ولعلَ أفضلها وأكثرها أهميَة ما شهده مجال الطب من تطوَر على مستوى التَصوير الطبَي .

التصوير الطبي ودور الأشعَة في الكشف عن الأمراض الخبيثة

يقوم  التَصوير الطبَي على مبدأ تصوير الجسم البشري من الداخل  (أو أعضاء منه) بهدف التشخيص ، التحليل ، ومن ثمَ العلاج وأحيانا يعتمد التصوير الطبي للبحث والإستكشاف  ،ولقد ساهم التصوير الطبي في الكشف على مختلف الأمراض الخبيثة والعلاج منها ،ورغم أنَه إختصاص ظهر في بداية القرن العشرين إلاَ أنَه قطع أشواطا كبيرة وصنع المعجزات وساعد الكثيرين على تجاوز أزماتهم المرضيَة وكسب مختلف الرَهانات في مقاومة أقوى الأمراض وأكثرها خطورة وفتكا بجسم الإنسان .

وما يجهله العديد من الأشخاص أنَ إختصاص التصوير الطبي متشعب وتنبثق من رحمه مجموعة كبيرة من التقنيات الطبيَة التي تعد من كنوز الطب الحديث أهمَها:

– الفحص الطبَي للشرايين من خلال تصوير الأوعية الدموية

– الفحص عبر التصوير الوظيفي

-تصوير نضح الدم

-التصوير الطيفي

– التَصوير الجراحي أي الجراحة بمساعدة التصوير الطبي (الفحص بالمنظار)

-الفحص الطبي عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية

– التصوير بالرنين المغناطيسي

-الفحص الطبي عن طريق لتصوير بالأشعة السينية

– الفحص الطبي عن طريق التصوير المقطعي الذي ينقسم بدوره إلى:

– الفحص الطبي من خلال التصوير المقطعي بالأشعة السينية (CT)

-الفحص الطبي من خلال التصوير المقطعي لاشعاع الفوتونات المفردة (SPECT)

– الفحص عن طريق التصوير المقطعي لاشعاع البوزيترون (PET)

الإنجازات العلمية والتَكنولوجيَة في مجال الطب والبحث لا تعد ولا تحصى ولا تكفي السَطور ولا بحر من الكلمات لوصفها والحديث عن ما صنعته للإنسان منذ القديم وإلى حدود هذه السَاعة ولكن ما هو مؤكَد أنَ هذا التَطوَر لن يتوقَف إلاَ إذا ما توقَف العالم عن الوجود لأنَ الإنسان سيواصل إكتشافاته وتحديَاته لتحقيق المستحيل إلى النَهاية خاصَة وأن جميع إنجازاته ونجاحاته إلى حد هذا اليوم أكَدت لنا أنَ “الإنسان عالم بطبعه ” وصانع للمعجزات .