التَسمم الغذائي : إحذروا هذه الأعراض Intoxication alimentaire

إلى جانب الإنتشار المفزع للأمراض السرطانيَة وتفشَي أوبئة خطيرة ومستعصية بدأت ظاهرة أخرى تطفو على سطح الواقع الصحَي للمجتمع العربي عموما والتونسي بشكل خاص وهي حالات التَسممَ الغذائي التي تزايدت نسبتها بشكل ملحوظ في السَنوات الأخيرة فبحسب مصدر مسؤول بإدارة حفظ الصحَة ضمن تصريح نشرته جريدة الصَباح اليوميَة فإنَ أكثر من 700 حالة تسممَ  غذائي وقعت في تونس شملت ما يقارب 44 بؤرة تسمَم ومع التدقيق والتَحليل في أغلب الحالات من السَهل معرفة المسؤول الرَئيسي عن مثل هذه الحوادث خاصَة وأنَ نسبة كبيرة من الحالات تصيب مجموعات كبيرة في نفس الوقت أي بالفضاءات والأوساط التي تستهلك أكثر عدد من المواد الغذائيَة كمطاعم المبيتات والجامعات والفضاءات العامَة  …ولكن هذا لا يستثني التسمَم الغذائي الفردي (الذي يستهدف فردا واحدا)  وهو ما حصل تماما لمراهقة تقيم بمنطقة السيجومي التي لم تتجاوز ال16 عاما حيث تسمَمت هذه الفتاة بعد شربها لعصير معلَب ممَا تسبب في وفاتها على الفور ….والأمثال كثيرة و لا تنتهي ورغم ذلك لا تلقى هذه الظَاهرة الخطيرة الإهتمام  المطلوب أو الرقابة اللاَزمة لمنع إنتشارها .

ويرى أغلب الخبراء أنَ إنتشار هذه الظاهرة لا يعود إلى تقصير هيئات المراقبة و الإدارة المشرفة عن هذه الفضاءات  فقط إنَما هي ناتجة أيضا عن جهل كبير بقواعد حفظ الصحَة بالمحلات المفتوحة للعموم وغيرها وقلة وعي من المواطن بهذه القواعد وبالمفهوم الصحيح للتسمم الغذائي وطرق الوقاية منه .
التَسمَم الغذائي (تعريفه وأسبابه)
إستنادا إلى تقرير نشر بالموقع الطبَي « هيلث لاين ” المتخصَص في دراسة وتحليل التَقارير العلميَة والطبيَة فإنَ التسَمم الغذائي هو إضطراب مرضي يصيب الجهاز الهضمي بسبب تناول أطعمة وغذاء ملوَثة بالبكتيريا والفيروسات والطفيليات أو عند وجود مواد سامَة ودخبلة بالطعام تستهدف جسم الإنسان و غالبا ما توجد مثل هذه الكائنات والمواد باللحوم الفاسدة والبيض التَالفإضافة إلى الدَواجن والأبان الملوَثة ومختلف المواد، المصبَرات والمعلَبات التي تجاوزت مدَة صلوحيتها.

كما يمكن أن يصاب الإنسان بالتَسمم الغذائي بطرق أخرى مرتبطة بعدم وعيه أو حرصه على إحترام قواعد النَظافة والسلامة الغذائيَة بالمنزل كإهمال غسل اليدين قبل الأكل، الحفظ الغير صحي للأطعمة خاصَة اللحوم والأسماك أو إبقاء الطَعام الفاسد منتهي الصلوحيَة وعدم التَخلَص منه .

       
أعراض التَسمم الغذائي  

يمكن التَفطَن إلى حالات التَسمَم الغذائي من خلال مجموعة من الأعراض أهمَها:

  1. الشَعور بإرهاق
  2. آلام شديدة في البطن
  3. القشعريرة
  4. الصَداع
  5. الدم الذي يعتبر من الأعراض الخطيرة
  6. الدَوخة والغثيان
  7. التقيؤ والإسهال
  8. إنقطاع الشهية
  9. آلام العضلات بسبب مادة الهيستامين التي يفرزها الجهاز المناعي لمكافحة المرض أو العدوى بالجهاز الهضمي فيسبب ذلك للمريض إجهاد عضلي.
  10. حمَى ناتجة عن إرتفاع درجات الحرارة
    علاج التَسمَم الغذائي
    في الحلات البسيطة يمكن علاج التسمَم الغذائي في المنزل ولكن يفضَل اللجوء إلى الإستشارة الطبيَة المختصَة تحسَبا لأية مضاعفات.

أمَا الحالات التي تتطلَب تدخَلا طبيَا إستعجاليا تحتاج إلى الخطوات العلاجيَة التَالية :

  •   تطهير الجهاز الهضمي من البكتيريا والمواد المسؤولة عن التسمَم
  • مدَ المريض بالمضاداَت الحيويَة الضَروريَة والمناسبة للحالة
  • مَحاليل الإماهَة réhydrations
  • تعويض السَوائل عن طريق الوريد
  • مع ضرورة إستعمال الأمصال المضادة للسموم
  • مسكَنات الألم
  • أدوية الإسهال والتقيؤ

ملاحظة
في حالة التعرض إلى التسمَم الغذائي والتأكد من أنَ مصدره منتج فاسد أو مطعم معيَن لا بد من إبلاغ وزارة الصحَة وإيصال ملف الحالة إلى الهيئات المسؤولة لتكليف لجان مختصَة تشرف على فحص المطعم أو المورد المسؤول عن المنتوجات الفاسدة ومنتهية الصلوحيَة لأنَ السَكوت عن مثل هذه التَجاوزات يعني سقوط المزيد من ضحايا عبدة الربح المادي الذين يؤثرون مصالحهم الذَاتية على حساب المصلحة العامَة وصحَة المستهلك البسيط.