خرج قلبها من مكانه فنجحوا في إرجاعه إلى جسمها !

لكل منَا نظرته الخاصَة إلى الحياة فهي عبارة عن مجموعة من المسالك والطَرقات والإنسان مخيَر في الطريق الذي يريد أن يسلكه، منَا من إختار طريق الشَهرة والنَجوميَة والبعض الآخر يعيشون بين أحضان الأحلام والمدينة  الأفلطونيَة الفاضلة وأشخاص ضاعوا في طرقات ملتوية لا رجعة منها وجزء كبير منَا طوته طرقات النَسيان فلم يعد يبالي أو يكترث ليسقط في شراك عبثيَة الوجود ولكنَ أفضل الأشخاص هم الذين إختاروا طريق الأمل والحياة رغم جميع التَحدَيات والمصاعب.

ولأنَ اللَه عز وجل يحب أن يمتحن صبر عباده كتب عليهم أن يعيشوا أقدارا صعبة ليجدوا أنفسهم أمام مفترق طرق فإمَا أن يختاروا الأمل والتحدي والصبر أو الإستسلام و المشي في طريق اليأس الإكتئاب والنَسيان ولكن ومن نعم الله غالبا ما تختار القلوب المستبشرة  طريق الأمل وهذا ما جعلنا نسمع العديد من القصص الرَائعة عن الأمل ولعلَ أجمل ما يمكن إستحضاره في هذا الموضوع قصص الأشخاص الذين تغلَبوا على مرض صعب وهزموه وعادوا إلى الحياة من جديد.

ولكنَ قصَة اليوم مختلفة للغاية فبطلتها طفلة بريطانيَة صغيرة تبلغ من العمر ثلاثة أسابيع إسمها “فانلوب هوب ويلكينز ”  التي ولدت بوضع صحَي نادر وغريب وهو خروج قلبها من جسمها .

فانلوب تستعيد قلبها من جديد

ولأنَ القلب خلق ليسكن أضلعنا وليحكم جوارحنا لم يشئ الله أن يحبط سعي الأطبَاء و صبر عائلتها الصَغيرة وأمل أمها الشَديد في نجاح عمليَة إدخال قلب إبنتها إلى مكانه .

من جهته أكَد رئيس الطَاقم الطبي الذي أشرف على العمليَة وهو طبيب خبير في الجراحة العامَة ومختص في أمراض القلب أنَ حالة  الطَفلة فانلوب نادرة ولكنَها الثانية من نوعها بالنسبة له وعلى إمتداد 30 سنة من مشواره المهني ولكنَ الفارق هو أنَ هذه الطَفلة هي النَاجية الأولى في المملكة البريطانيَة ويبيَن الدَكتور أنَ صعوبة هذا النَوع من العمليَات تكمن في صغر سنَ المريضة “رضيعة حديثة الولادة ” وفي مستوى التضرر حيث أخذ قلب الطفلة فانلوب بالنَمو خارج جسمها إضافة إلى جزء من معدتها أيضا وهذا ما جعل العمليَة  تبدو خطيرة ودقَيقة .

ولكن إستماتة الوالدين وكفاءة الطَاقم الطبي والجرَاح المشرف على العمليَة عزز فرص الملاك الصَغير في النجاة فرغم صغر سنَها وضعف بنيتها حديثة الولادة لم تستسلم الصَغيرة فانلوب وإستجابت لكلمات أمَها التي كانت تهمس في أذنها وترجو منها الصَمود لتعود إلى أحضانها .

وهذه التَجربة تؤكد لنا أن الحياة لا يمكن أن تهزمنا إذا إخترنا الطريق الصَحيح ومهما بلغت نسبة ضعفك فإنَ الأمل والحب يجعلانك تصمد وتفعل ما كنت تعتقده مستحيلا وتصل إلى تحقيق أحلامك دون أن تسلك طرقات ملتوية كما وصلت الطفلة فانلوب إلى أحضان أمَها بعد أن عاد قلبها الصَغير إلى مكانه الطَبيعي  .