عمليَة زرع اليد : باب أمل جديد لإسترجاع نعمة اللَمس والإعتماد على الذات

كثيرة هي النَعم التي نملكها ونتمتَع بها منذ ولادتنا ونعومة أظفارنا إلا أنَنا لا ندرك قيمتها إلاَ عند زوالها أو فقدانها وفي بعض الأحيان عند رؤية شخص آخر يفتقدها ، فخالق هذا الكون جعل لكل شيء ميزاته وخصائصه فهذا العالم مليء بالجمال الذي قد يصل إلى المثاليَة ولكنَه لا يمكن أن يصل إلى الكمال فالله وحده الكامل ورغم خلقه تعالى للإنسان في أحسن تقويم إلاَ أنَ جسم الإنسان قد يولد ببعض العيوب والشَوائب ولحكمة لا يعلمها إلاَ الله قد يتعرَض أيضا إلى حوادث حياتيَة تكسبه هذه التشوَهات والنَواقص وهذا ما ينطبق على الأشخاص الذين يحرمون من أطرافهم لأسباب مختلفة وهذا ما حدث لبعض الأشخاص من بينها قصَة شاب في بولونيا يبلغ من العمر 32 سنة أصابه تشوَه ولادي (خلقي ) جعل يده تتوقَف عن النَمو بشكل طبيعي (يد غير مكتملة تقف عند حدود المعصم ) أي عدم وجود كف وهو عيب نادر الحدوث ، ورغم ذلك أصرَ الأطبَاء على ضرورة إيجاد حلَ لهذا الشاب من خلال إجراء عمليَة زرع كف إعتبرت الأولى من نوعها في العالم .

يقول الدَكتور آدم دوماناسويتش وهو طبيب بولوني ورئيس الطَاقم الطبَي الذي أشرف على جراحة زرع الكف للشاب الذي ولد بيد ناقصة النَمو أنَ هذه العمليَة تعكس تميَز الإنسان والطب في نفس الوقت خاصَة وأنَ هذه العمليَة تعتبر الأولى من نوعها حيث تم زرع طرف علوي لشخص يعاني تشوَها خلقيَا باليد .

ويؤكَد الدَكتور آدم أنَ هذه العمليَة لم تكن سهلة بتاتا حيث دامت 13 ساعة وجمعت بين العديد من الخبراء والمختصين وبعد جهد جهيد تمكَنوا من زرع الكف لهذا الشاب الذي بقي عاجزا عن تحريك كفَه الإصطناعيَة لأيَام معدودة قبل أن يشرع في تحريك أصابعه الجديدة وتبزغ ثمرة نجاح أوَل عمليَة زرع من هذا النَوع ، ويرى المختصَ أنَ هذه العمليَة أعطت الأمل في الحياة والتغيير إلى جميع المرضى والأشخاص الذين يعانون من نقص في الأطراف لأنَها تمكَنهم من فرص جديدة للتخلَص من هذه النَواقص وعيش حياة طبيعيَة .

جراحة مماثلة أجريت في المملكة المتحدة

ويجدر التَذكير أنً هذه العمليَة أصبحت اليوم من العمليات الممكنة والغير مستحيلة حيث تعتبر حلاَ مثاليَا إلى من يولدون دون يد أوتعرَضوا إلى بتر إحدى اليدين أو كليهما لمختلف الأسباب سواء كانت صعقة كهرباء أو حريق  حادث سيارة أو مرض وقد ثبت نجاحها على أرض الواقع  في المملكة المتحدة أيضا وهذا ما حدث للمريض كريس كينغ الذي فقد كفيَه بإستثناء الإبهام عند تعرَضه إلى حادث عمل فقام الأطبَاء بإخضاعه إلى عمليَة زرع كف بمستشفى مقاطعة ليدز بعد حصوله على كفيَن من متبرع مع العلم أنَ كينغ  هو ثاني مريض يخضع لهذه العملية في ليدز.

ويقول الدكتور كاي، وهو مختصَ في جراحات تجميل أنَ هذه العمليَة أصعب من زراعة الكلى وذلك لإعتبارات عديدة  فعند زرع كلية لا أحد يهتم بشكلها أو مستوى تناسقها بقدر ما تهم قدرتها الوظيفية على العمل دون مشاكل بينما يهتمَ الجميع بمظهر اليد والفكين تحديدا  حيث يجب التأكد من تناسق شكلهما وطبيعيًة مظهرهما لضمان نجاح العمليَة .

كينغ يعيش اليوم بيد مكتملة وبفضل عمليَة الزَرع هذه تمكَن من إسترجاع حياة بأكملها وبأدق تفاصيلها فحتَى لحظة تناول مشروب عادي أصبحت مختلفة عنده لأنَه يدرك تماما معنى أن يكون له كف يمكنَه من الإمساك بالأشياء والإستمتاع بها دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، هذه التَجربة غيَرت الكثير في حياة كينغ والأشخاص الذين عاشوا نفس تجربته فلا شيء أجمل من العطاء في هذه الحياة عطاء يجعلك تستشعر النَعم التي تملكها والثروة  الحقيقية (الصحَة ) التي تتمتَع بها حتَى وإن كان رصيدك صفر بالبنوك  😉

ملاحظة: يمكن الخضوع إلى نوعين من الزراعة:

الأولى تكمن في زرع عضو إصطناعي
والثانية هي زرع عضو من شخص متبرع .