ماهي الأمراض العصبيَة ؟ وهل من حل لعلاجها ؟

هل تعرف ماهي الأمراض العصبيَة ؟ وتأثيرها على سلوك الإنسان؟

ما دمنا نعيش على هذه البسيطة فنحن في صراع دائم مع الحياة  بمختلف مظاهرها ، ظواهرها ، مفاجآتها السَارَة  منها  والمحزنة ، ولقد أثبت الإنسان على مرَ العصور أنَه جدير بهذه المواجهة خاصَة إذا ما تأمَلنا سلسلة من القصص الواقعيَة لأشخاص إنتصروا على أمراض مستعصية وهم (العائدون من الموت ) الذين أوشكوا على رؤية النَهاية بسبب أزمات مختلفة (حوادث مرور ، حوادث منزلية ، أمراض خبيثة ومستعصية …إلخ ) وغيرها من الصَعوبات التي قد تعترض الإنسان طيلة رحلته في هذه الحياة ، وما يبعث السَرور في النَفس قصص الذين إستطاعوا تحقيق أحلامهم التي كانوا يرونها بعيدة أو صعبة المنال ونأخذ على سبيل المثال الأزواج الذين ينجحون في تحقيق حلم الأبوة والأمومة عن طريق عمليَة طفل الأنبوب ، أو النساء اللَواتي يظهرن على شاشات التَلفاز ليتحدَثن عن إنتصاراتهن ورحلة القضاء على سرطان الثَدي ……إلخ .

ومهما إختلفت الحالات والمواقف إلاَ أنَها تشترك في مبدأ واحد وهو “قاوم ما دمت حيَا ”

الأمراض العصبيَة وضياع الإنسان بين الواقع والخيال

ولكن تبقى أصعب التَحديَات التي قد تواجه الإنسان في حياته هي تلك الصَدمات التي قد تجعلك تفقد وعيك تماما وشعورك الحسَي والرَوحي بالحياة كما هو الأمر عند أغلب المرضى الذين يعانون من الأمراض العصبيَة الشَديدة التي تجعل حياتهم مع الآخرين شبه مستحيلة، فنجد أغلبهم يستوفون أجمل عقود حياتهم بين دهاليز وغرف مستشفيات الأمراض النَفسيَة والعصبيَة ، ومن أصعب الحالات التي يجد الأطبَاء صعوبة في السَيطرة عليها هي حالات الإضطراب العصبي التي  تنتج فقدان تام للوعي  حيث يفقد فيها المريض الإدراك التام بالأشياء من حوله جرَاء تعرُّض الدماغ لإصابةٍ عرضية مفاجئة أو مشكلة مَرَضيَّة أخرى وقد يكون نتيجة صدمة نفسيَة شديدة (فقدان عزيز أو موت شخص قريب : أب ، أم ، أخ ، إبن ………) فتحدث صدمة  في الدَماغ  تشبه الإرتطام  الشَديد للرَأس أثناء السقوط من الأعلى أو في حادث سيَارة .

ويستخدم طب الأعصاب كلمة الوعي لتفسير حالتي اليقظة والإدراك وهما من أساسيات التواصل في الحياة،فنجد أن مرض فقدان الإدراك أو الوعي ينحصر في حالتين وهما :

  • الغَيبوبة أي عندما يفقد الإنسان جميع مؤشرات اليقظة أو الإدراك .
  • االإنباتيَة أي عندما يكون الشَخص مفتوح العينين ومستيقظا ولكن يفتقد علامات الإدراك.

هناك حالات مرضية عصبيَة شائعة في العالم كالصَرع epilepsy وهي حالة تصيب الدَماغ وتؤثر عليه تنتج عنه  نوبات عصبية يبدوا فيها المريض وكأنَه تعرَض لصعقة كهربائيَة شديدة إلى درجة فقدان الوعي وقد تصاحب هذه الحالة بعض التَشنَجات العضلية قد تنتهي في حالاتها الشَديدة بشلل جزئي أو كلَي لبعض الأعضاء .

ومن الإضطرابات العصبيَة أيضا والتي غالبا ما يكون ضحاياها الأطفال نجد نقص الإنتباه الذي قد يرافقه فرط في الحركة أو  ما يعرف بفَرطِ النَّشَاط (Attention déficit hyperactivité discorder) وهي مجموعةٌ من الأعراض السلوكيَّة التي تشتمل على عَدَم الانتِباه والتَركيز وتعد من الأسباب المباشرة للفشل الدَراسي عند بعض الأطفال التي تستوجب متابعة دائمة وعلاج دقيق من قبل مختص في الأمراض العصبيَة والنَفسيَة قبل تفاقم الحالة .

رغم أنَ الأمراض العصبيَة عديدة ومتشعَبة إلاَ أنَ الإنسان كعادته لم يقف عاجزا أمامها فظهرت العديد من الإختصاصات  الطبيةالتي تندرج ضمن جراحة الجهاز العصبي وأصبح علاج هذه الأمراض ممكنا خاصَة إذا ماتوفَرت الكفاءات الطبيَة وإلتحمت مع إرادة عائلةالمريض أو المريض في حدَ ذاته  .

http://ar.medespoir.org/neuro-chirurgie.php