ماهي جراحة تصحيح الحول (طب العيون) Le Strabisme؟

يزيلون الضَمادات الجراحيَة من عيونها فتلحظ أوَل خيط منير مطل من نافذة غرفة المصحَة ،يأتي الطَبيب بالمرآة ويطلب منها النَظر والتأكَد من نجاح العمليَة بنفسها ،فيخالجها شعور غريب يجمع بين أحاسيس مختلفة كالسعادة والمفاجأة والإستغراب فهي ولأوَل مرَة في حياتها تشعر بأنَها جميلة فعلا ، هذا الموقف يعيشه العديد من الأشخاص الذين عانوا لسنوات طويلة من مشكل الحول في العيون الذي كان يؤرَقهم ويحزنهم مع أوَل نظرة سخرية أو همزة مستهترة تجرحهم من قبل الآخرين ، وهذا ما جعل من جراحة الحول مركب النَجاة وطريقا إلى حياة هادئة مريحة ومليئة بالثقَة في النَفس والأمل  ،فماهي أهم خصائص جراحة الحول ؟ وما الذي أضافته إلى طب العيون في السَنوات الأخيرة؟

يصنَف طب العيون جراحة الحول ضمن الجراحات العامَة المهمَة في المجال الطبَي خاصَة وأنَه إختصاص يتمحور حول عضو حياتي ومهم للغاية في جسم الإنسان وهي العين (البصر ) فبدونها يفقد الإنسان بوصلة إتجاهاته في الحياة ويحرم من جمال الألوان و روعة النور الساطع الذي يطل مع إشراقة كل يوم جديد ، هذه النَعم جعلت الإنسان يعي قيمة العيون ودورها الوظيفي والنفسي في حياة كل إنسان ، وهذا ما جعل العلماء وخبراء الطب الحديث يطوَرون جراحة العيون التي أصبحت اليوم تعتبر من أهم المجالات التي عرفت تطوَرا كبيرا وملحوظا ستدوَنه صفحات تاريخ الطَب الحديث .

خصائص جراحة حول العيون 

ومن بين المشاكل البصريَة التي يمكن أن يواجهها الإنسان منذ ولادته أو حتَى في مرحلة الطَفولة ما يعرف طبيَا بحول العيون Strabisme ففي الحالات الطَبيعيَة تتحرك كلتا العينين معا، وتتلقيان نفس الصورة في المكان المحدد في الشبكيتين فما أن يفتح الإنسان عينيه يدمج الدماغ الصور المتطابقة ويحولها لصورة ثلاثية الأبعاد ، وعندما يكون هناك خلل أو إضطراب يظهر في شكل إنحراف في إحدى أو كلتا العينين نبدأ بالحديث عن مشكل الحول  وهو إضطراب بصري عيب يتمثَل في فقدان توازي العينين، فتنظر كل عين إلى جهة مخالفة ويختلف الحول لذلك يصنَفه أطبَاء العيون إلى أنواع حيث يمكن لإحدى العينين  أن تبقى ثابتة ومسيطرة  في حين تنحرف الأخرى، وقد يحدث تناوب بين العينين أي أن ينظر المريض تارة بالعين اليمنى مع إنحراف العين اليسرى وتارة  بالعين اليسرى في الوقت الذي تنحرف فيه اليمنى

ولكل نوع من الحول خاصياته  السريرية على مختلف المستويات (التطوَر ، الخصائص ، العلاج ) فهناك الحول الخلقي أي منذ الولادة قبل سن ال6 أشهر  وحول آخر يظهر مع مرور السنوات كما سبق وذكرنا ، ويختلف الحول من حالة إلى اخرى  كأن يكون هذا الإنحراف متَجها إلى الخارج ما يعرف بالحول الخارجيExotropie أو الحول الدَاخلي أي بإتجاه المنطقة الأنفيَة L’Esotropie وفي مثل هذه الإضطرابات ترتبك الصورة المتلقات من قبل الدَماغ حيث يستقبل صورتين مختلفتين فيمكن للشخص أن يرى صورة مزدوجة .

وإلى جانب صعوبة التَعايش مع هذا المشكل والضرر النَفسي وفي بعض الأحيان العصبي الذي يمكن أن يحدثه الحول حيث يصعب تقبَل الآخرين هذا العيب بإنسانيَة وتفهمَ خاصَة في مرحلة الطَقولة فنجد أنَ الأطفال الذين يعانون من حول شديد في العينين يتعرَضون إلى السخرية المؤذية من قبل أطفال في سنهم  وفي بعض الأحيان الكبار أيضا ، لذلك أصبحت جراحة تصحيح الحول حلاَ نهائيَا للتخلص من هذه المعاناة القاسية .

طرق علاج مشكل الحول 

وفي نفس السياق يقول الدكتور برايان في مقال نشره الموقع الصحي الفرنسي “سونتي ” وهو طبيب وإستشاري في علاج أمراض العيون والحول أنَه يمكن تصحيح إنحراف الحول من خلال جراحة يقع فيها إضعاف أو تقوية العضلة المناسبة، لتوجيه العينين إلى مركز واحد (مركزة العينين ) فجراحة حول العيون تهدف إلى تقويم العينين وإعادة الإستقامة إليهما أماَ جراحة الحول الخاصَة بالأطفال فيقع إجراؤها لتمكينهم من رؤية طبيعية (بكلتا العينين ) وخالية من نظرات السَخرية والعقد النَفسيَة.

كما تعتبر هذه الجراحة الحل الوحيد والنَهائي لمشكل الحول الخلقي ما يعرف طبيَا بمتلازمة دوان التي تكون فيها حركة العين الأفقيَة محدودة وثابتة في بعض الأحيان فيعمل الجرَاح على إرساء التَوازن من خلال تقوية أو إضعاف العضلات المسؤولة عن إنحراف العين.