ماهي حقنة تخدير الولادة ؟ وآثارها على المرأة

 خصائص حقنة التَخدير فوق الجافية وتأثيرها على المرأة

الحمل ظاهرة طبيَعية وسنَة ثابتة في الحياة لتواصل العرق البشري على الأرض ، وهو حدث مبهج يزيد الحياة جمالا و سعادة ، ففي كل يوم وكل لحظة وكل ساعة وكل دقيقة يولد طفل جديد و تنبثق روح طاهرة من رحم أم صبرت على ألم الحمل وتحمَلت شدائده فكأنَ هذا الطفل هو هدية من الخالق و رمز شكر لكل أم حملت طفلها تسعة أشهر وعانت صعوبات الحمل فمهما إختلفت طريقة الحمل ( طبيعي أو عن طريق طفل الأنبوب ) ومهما إختلفت ظروف وطرق الولادة (طبيعيَة أو قيصريَة ) تبقى مرحلة الحمل والولادة من أهمَ المراحل الحياتيَة ، الوجوديَة في حياة كلَ إمرأة.

لطالما إرتبط الألم بعمليَة الولادة، فحاول العلماء والأطبَاء إيجاد حلَ طبَي لتخفيف ألم الأم أثناء الولادة ومن خلال هذه الضَرورة إكتشفت تقنية حقنة التَخدير فوق الجافية péridurale)  (  التي ساهمت في جعل عملية الولادة أقل ألما وكانت عنصرا مساعدا على جعل المرأة تعيش لحظات الولادة في ظروف مريحة وغير مشقية ولكن ومع إرتفاع نسبة الإقبال على هذه الحقنة  ظهرت شعارات وتنبيهات تنصح بعدم إعتمادها في بعض الحالات المرضية ، شعارات ثبتت صحتها بعد أن وضع الأطباء والخبراء شروطا واضحة لتتمكَن المرأة من إستخدام هذه الحقنة دون أية مشاكل خاصَة وأن الأشخاص الذين لا ينصحون بها يبرَورن ذلك بأنَ تخدير فوق الجافية قد سبب العديد من المشاكل الصحيَة (على مستوى الظهر ) لنسبة لا يستهان بها من النَساء ، وهذا ما دعانا إلى تحليل خصائص هذه الحقنة ، ومتى ينصح بإستعمالها ؟ أو يحضَر ذلك؟

 

الحالات الصحيَة التي يباح فيها إعتماد حقنة التخدير فوق الجافية:
-الألم الشَديد (الذي قد يؤدي إلى إغماء الأم) فتصبح المرأة غير قادرة على مقاومة آلام المخاض وتعجز عن عمليَة الدَفع التي تساعد الطبيب في عمليَة التَوليد.

-حدوث تعقيدات أثناء الولادة كتضرر الحمل قبل حدوث الإنقاباضات وظهور مجموعة من التَشنَجات.

– شدَة إرتفاع ضغط دم المرأة أثناء الحمل.

– الولادة الطبيعيَة للتوأم التي غالبا ما تكون طويلة وصعبة الإحتمال بالنسبة للمرأة

– طول مدَة الولادة الطبَيعية مع إشتداد الألم

-عند ما تطلب المرأة حقنها بتخدير فوق الجافية تجنَبا لآلام الولادة

-لمريضة القلب والشرايين ومريضة الجهاز التنفَسي خاصة عند ظهور أعراض شديدة.

– المريضة التي تعاني من أمراض في الدماغ والأوعية الدموية.

– جنين في وضعية غير طبيعية

– خلل وعدم توازن إنقباضات المخاض

خصائص حقنة التَخدير فوق الجافية

هي خليط بين مخدر و مسكن موضعي يهدفان إلى الشلل الحركي والشعوري للقسم السَفلي للمرأة ويتم هذا التَخدير عن طريق حقن جرعة واحدة من هذا المزيج بالمنطقة القطنيَة من العمود الفقري أي ما بين الفقرة الصدرية إلى غاية الفقرة العجزية رقم 5 ((TIO-S5 ، أي يقع تخدير الأعصاب التابعة للرحم و(الجزء السفلي من جسم المرأة ) وهي أعصاب على مقربة من  الحبل الشوكي،هو فراغ فوق الغلاف الخارجي للحبل الشوكي.

عموما تسمَى حقنة تخدير فوق الجافية بحقنة الظهر لأنَها تجرى بالظهر لجعل الولادة سهلة وخالية من الألم .

كمايمكن إعتمادها أيضا  في  حالات الولادة القيصريَة .

الحالات المانعة لإستخدام حقنة التخدير فوق الجافية

-رفض المريضة إجراءها وعدم الرَغبة في ذلك

– إضطرابات واضحة وظهور نزيف

-حساسيَة مفرطة ضد التَخدير
-وجود تسممات في الدم.
– إلتهابات جلدية شديدة
– أن تعاني المرأة من مرض معيَن  في الدم،(كتخثَر الدَم )

لا يعتبر تخدير ما فوق الجافية الحل الأمثل لجميع النَساء لتجنَب ألم الولادة خاصَة إذا ما تأمَلنا الموانع المذكورة خاصة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل خطيرة في الدَم (إلتهاب، نزيف حاد ، تخثر الدم ، تسم الدم إلخ ……….) لأنَ هذه الحقنة مجعولة لتسهيل الولادة لا لتعريض حياة المرأة والطفل للخطر.

وسجَلت بعض الحالات التي كانت ضحيَة لآثار الجانبيَة الخاصَة بحقنة فوق الجافيةولكن هذه الآثار قد لا تظهر في السنة الأولى لما بعد الولادة بل بعد مدة أطول من ذلك كأن تشعر المرأة باآلام شبيهة بآلام الروماتيزم على مستوى الظهر خاصَة عند التعرض للهواء الشديد البرودة أو العكس عند الحر الشديد ، ضعف عضلات الظهر ، صحيح أنه هناك حالات تعاني من ألم مزمن في الظهر بعد إعتماد هذه الحقنة أثناء الولادة إلاَ أنَ أغلب النساء اللواتي إعتمدن هذا التَخدير لا يعانين من هذه الآثار الجانبية،  حتَى وإن ظهرت فإنَها تكون مؤقتة وغير دائمة وغالبا ما تختفي آلام الظهر في السَنوات الأولى (الأولى أو الثانية ) لما فترة ما بعد الإنجاب .

كما يجب التَذكير أنَ نسبة كبيرة من النَساء اللَواتي إستخدمن حقنة التَخدير فوق الجافية لم يتعرَضن لأية آثار جانبية ولم تسجَل لديهن أية أعراض تذكر .