هل أنت مصاب بإضطراب في الشخصية ؟

خلافات بين الأقارب ، ارتفاع في نسب الطلاق ، جرائم قتل ،إغتصاب ، سرقة وعنف في كل مكان ، فلم تعد العيون تنام قريرة  وضلَ الأمان طريقه في حياتنا، حقيقة مؤلمة لا يختلف عليها أحد وهي أننا أصبحنا نعيش في مجتمع يعج بالمضطربين والمرضى النفسيين ، فلم نعد نخرج من بيوتنا إلاَ وكان الخوف زادنا من هول الأشياء الفظيعة التي أصبحنا نسمع عنها ونشاهدها يوميَا ، وضع يجعل كل عاقل يتساءل عن الأسباب والعوامل التي تقف وراء هذه الحالة فنجد أنَ جلَ الأشخاص الذين يفسدون حياتنا هم أفراد خرجوا عن الفطرة العقلية السليمة ويعانون من مجموعة أمراض وعقد نفسيَة عويصة ، وهو ما يجعلنا اليوم نعيش في مجتمع يعج بالشخصيات المختلفة منها ما هو سوي ومتوازن ويمكن التعايش معها وأخرى مضطربة وغامضة ويصعب التعامل معها ،وحسب دراسة سيكولوجية نفسية تناولت هذه المسألة إنبثق الموضوع التالي :

 

يؤكَد الأطباء والمختصين في علاج الأمراض العصبيَة والنفسية أنَ الشخصية المتوازنة هي التي تميل إلى التوسط في كل شيء أي التي تتعامل مع الظروف بحكمة ورصانة وتكون قادرة على تحمل وتقبَل الصدمات دون أن تهتز بشكل كامل ورغم أنَ هذا هو المطلوب ليعيش الإنسان حياته مرتاحا نفسيا إلاَ أنَ سمات الشخصية الطبيعية تتفاوت من شخص لآخر لذلك نجد أنَ العديد من الأشخاص في مجتمعنا اليوم يعانون من مشكل سيكولوجي نفسي شائع وهو إضطراب الشخصية فكيف ذلك ؟

أنواع الإضطرابات 

الشخصية المعادية أو المضادة  للمجتمعTrouble psychopathique de la personnalité

وهي الشخصية التي لا تبدي أي تعاطف نحو الآخر وتتصف أيضا بمجموعة من الخصائص أهمَها :

  • كره الآخرين وعدم الإلتزام بالقيم الإجتماعية والقانونية لذلك فإنَ أغلب هؤلاء الأشخاص يواجهون مشاكل متنوعة مع الأجهزة الأمنية والعدلية  نتيجة ميلهم إلى الخداع النصب و الإحتيال للحصول على أشياء وحقوق الآخرين وهذا الإضطراب من الأسباب الأولى لتفاقم ظاهرة الفساد الإداري في المجتمع .
  • الميل إلى العنف وكثرة المنازعات والشجارات
  • عدم القدرة على تحمَل المسؤولية والإلتزام  في مختلف المستويات سواء  داخل الأسرة أوخارجها .

إضطراب الشخصية الإجتنابي Trouble de la personnalité évitante 

وهم الأشخاص الذين يتحسسون بشكل مفرط من آراء وإنتقادات الآخرين، ويشعرون أنهم ضحايا لإضطهاد المجتمع ، وتبيَن أغلب الدراسات المنجزة حول هذه الشخصية أنَ أغلب الأشخاص الذين يدمنون جراحات التجميل هم الذين لا يتحملون سخرية الاخرين من شكلهم ويبحثون عن المثالية ليشعروا بالثقة وغالبا ما يتجنبون المناسبات الإجتماعيَة بسبب عدم قدرتهم على مواجهة ملاحظات الآخرين .

إضطراب الشخصية الحدية Trouble de la personnalité borderline 

أي الذين يعيشون في فوضى عاطفية وحياتية دائمة فنجد أنَ علاقاتهم الشخصية تبقى غير مستقرَة طوال حياتهم لأنَ تصرفاتهم وإرتباطاتهم تكون غير واضحة وذلك بسبب فرط ضطراب الهوية الذي يعانون منه ، غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص لديهم صورة غير مستقرة وغير واقعية عن أنفسهم .

إضطراب الشخصية المعتمدة Trouble de la personnalité dépendante

وهي الشخصية التي لا يمكنها تحمَل المسؤولية الكاملة لذلك غالبا ما تعتمد على الآخر وتواجه صعوبة كبيرة في إتخاذات قراراتها الفردية حتَى في مسائلها العادية واليوميَة  .

 الشخصية الهستيريَة Trouble de la personnalité histrionique

لا تستطيع هذه الشَخصيَة التَعبير عن مشاعرها بعيدا عن الضجة لا يكشف أصحاب هذه الشخصية عن تفاصيل شخصيتهم الحقيقية بسهولة  فيحاولون ترك إنطباعات وصور مغيرة للحقيقة الفعلية وغالبا ما يعتمدون أسلوب الإغراء لبناء العلاقات أمَ نوبات غضبهم غالبا ما تكون تفجرية .

 الشخصية النرجسيَة Trouble de la personnalité narcissique 

ونجد أنَ هذا النَوع من الشخصيَات ينفرد به في أغلب الأحيان الأغنياء ، المشاهير ، والأشخاص الذين يعانون من الغرور والثقة المفرطة  في النفس  فلا هدف لهم في هذه الحياة سوى الحصول على أكثر عدد ممكن من المعجبين فنجدهم يدمنون جراحات التجميل ليجلبوا الأنظار والإهتمام ولا يتقبلون عيوبهم الجمالية بتاتا  وغالبا ما تعجز الشخصية النرجسية على التعاطف مع الآخرين بسبب شعورها المفرط بالعظمة والأهمية فترى  أنَ لا أحد يستحق الإهتمام غيرها  .

ويجدر الذكر أنَ قائمة الإضطرابات النَفسية والسلوكية التي يمكن أن تصيب الشخصية الإنسانيَة طويلة ولاتنتهي فنفوس البشر عالم عميق يصعب فك جميع رموزه لذلك يجب علينا التوقف عن التذمر والتعجب من تصرفات الآخرين حتَى وإن كانت تبدوا لنا شاذة وغير طبيعية في بعض الأحيان، لأنَ سلوكهم يرتبط إرتباطا وثيقا بواقع وماضي وعوامل نجهلها ،ولهذا السبب بالتحديد يرى أطباء علم النفس أنَ أفضل طريقة للتعايش المتوازن مع مختلف هذه الإضطرابات هي تقبَل الآخر كما هو وعدم الحكم عليه، وبناء العلاقات على مبادى أخلاقية بعيدة عن المصلحة وعدم توقَع الكثير من الطرف الآخر لأنَ هذا الأخير قد يختلف عنَا تماما سواء على مستوى سماته الشَخصية ، الفكريَة ولتجنب للصدمات وخيبات الأمل يفضَل العيش بمبدأ أنَ كلَ شيء بات ممكنا في هذه الحياة ويجب تقبَلها كما هي  🙂