هل تسبّب الجراحة التجميليّة الإدمان؟

عندما نتحدث عن الإدمان، غالباً ما يتعلق الأمر بالعقاقير أو الكحول أو الجنس أو حتى التبغ … الاّ أننا ننسى أن نذكر من بين هذه الأمثلة، الإدمان على الجراحة التجميلية.

ومع ذلك، يبدو أن سلوك بعض الأشخاص الذين يستخدمون الجراحة التجميلية لم يعد يعكس الحاجة الوحيدة لتصحيح تشوّه أو اشكال بدني، بل أصبح كذلك لتغيير مظهرهم تمامًا وهذا ما أصبحنا نشاهده في عصر طغت عليه الصورة.

وتحقيقا لهذه الغاية التي تعدّ غريبة نوعا ما، فإن عدد عمليات الجراحة التجميلية وجميع التدخلات الجديدة المقترحة بما في ذلك الأكثر خطورة قد تضاعف.

فما هي الأسباب التي تبرر هذا الإدمان على الجراحة التجميلية؟

 

توحيد الجمال

كل شيء يحدث في هذا العالم كما لو كان هناك الآن معيار واحد للجمال.

قديما، كان التلفزيون الفضاء الذي يقدّم معايير الجمال الموحّد عبر عارضات الأزياء والممثلين السينمائيين ومقدمي البرامج التلفزيونية… ويتمّ بثّ هذه الأفكار كما لو أنه من الضروري في هذا الوقت الحصول على نفس الجسد الذي يتم الترويج له من أجل الاستفادة من المزايا المتعدّدة في المجال المهني.

وقد انتشر تأثير التلفزيون على نطاق واسع لدى العموم، مما أثر على العديد من الناس مع ظهور تكنولوجيات الاتصال الجديدة والشبكات الاجتماعية.

حيث أصبح الشباب من الإناث أو الذكور مدمنين على حقن البوتوكس وعلى التمتّع بصدر منتفخ عبر الخضوع إلى عمليّة تكبير الثدي، علاوة على عمليّة تجميل الأنف وشد البطن للحصول على معدة مسطحة وتكبير المؤخّرة لجسم مثير ومثالي…

نظرة الآخر

في حالة ما إذا كان الشخص يحتاج إلى تغيير مظهره لتصحيح بعض العيوب الجسدية التي يعاني منها كالندوب أو التجاعيد فلن يكون هناك سبب يدعو للقلق.

الاّ أن الاشكال يكمن في أن البعض أصبح مدمنا للغاية على عمليّات الجراحة التجميليّة، وهو إدمان يتجلى في عدم رضاه المستمر على شكله لأن تأثير المجتمع، من وجهة نظر الآخر، الذي قال، عنه الفيلسوف سارتر، “يضطهدني ويذكرني بأنني لست جيّدة” لذلك يصبح الفرد حريصا على الوصول إلى المثاليّة من خلال الخضوع إلى العديد من عمليّات التجميل ليجاري بها الموضة وليصبح نسخة مطابقة للأصل من الآخر.

 

ولئن كان الجانب الاجتماعي والثقافي هو قضية يتم اهمالها في الجراحة التجميلية، ولكنها مع ذلك تسيطر على معظم الخاضعين للجراحة، لذلك من الضروري إعادة النظر في هذا المجال الزاخر بالأحداث المتنوّعة.