وفيات بالجملة حول العالم بسبب السَرطان والفقر في قفص الإتهام

 

 

إنَ أخطر الآفات السَرطانيَة هي  التي تملك القدرة على التكاثر والتطوَر السريع للخلايا الشاذة والدخيلة التي  تنمو داخل الأعضاء وتقتحم أدق أجهزة الجسم لتنتشر إلى أجزاء أخرى في وقت سريع جدَا وهو ما يسمَى  في طبَ الأورام بالسرطانات النَقيلة les métastases cancéreusesالتي تعتبر اليوم من الأسباب الرَئيسيَة للوفاة ،فالأمراض السَرطانيَة اليوم وعلى إختلاف أنواعها  أصبحت حديث العالم الطبَي وموضوع الأبحاث العلميَة والدراسات أملا في وجود العلاج النَاجع والنَهائي لهذه الآفة التي تقتحم أجسادنا دون إستئذان وتقضي على حياة الملايين في الدقيقة الواحدة حول العالم .

Résultat de recherche d'images pour "mari qui soutient sa femme atteinte de cancer"

ورغم إختلاف أنواع السَرطانات وتعدَد أشكالها وخصائصها إلاَ أنَ الحقيقة واحدة وهي الموت الحتمي إذا لم يتم التَعامل معها بفطنة وحكمة حيث يزداد مرض السَرطان خطورة وفتكا كلَما كان في مراحله المتقدَمة لذلك يرى أطبَاء الأورام وخبراء الجراحة العامَة أنَ الحلَ المثالي لتجنَب خطر السَرطان هو الكشف المفكَر عن المرض والتَحَلي بالأمل وروح المقاومة إلى آخر المطاف العلاجي.

نسبة وفيات مرتفعة تهدَد العالم 

إذا ما تأمَلنا في نسبة الوفيات السَنويَة الخاصَة بمرضى السَرطان فإنَنا حتما سنصاب بالفزع للإرتفاع أرقامها التي تبيَن لنا مدى صعوبة وضراوة هذا الخصم الشَديد الذي يقضي على حياة اللآلاف في مختلف أنحاء العالم  فالسرطان اليوم، يعتبر من أهمّ أسباب الوفاة فحسب دراسة معمَقة أجرتهاالوكالة الدولية لبحوث السرطان “بليون ” حول هذا الموضوع سنة 2012 فإنَ عدد الحالات التي تظهر سنويَا تقارب ال 14 مليون حالة تقريباً مع الأخذ بعين الإعتبار أنَ هذه الدراسة أجريت سنة 2012 وهذا الرقم تضاعف سنة 2015  .

وكما توقَع العلماء في هذه الدراسة زاد عدد الحالات المصابة بمختلف الأمراض السَرطانيَة بنسبة تصل إلى  70% في السَنوات المقبلة وهو ما حصل بالفعل حيث حصد السَرطان سنة 2015 أرواح ما يقارب  8.8 مليون مريض في العالم  وللدَول النَاميَة والمحدودة الدَخل النَصيب الأكبر من الوفيات بسبب السَرطان حيث بلغت النسبة بما يقارب 70% وهو رقم يفسَر الأطبَاء إرتفاعه بالفقر حيث تعجز الطبقة المعوزة والفقيرة على تحمَل نفقات علاج السَرطان على غرار العلاج الكيميائي  وجراحة الأورام إضافة إلى أدوية التَخصص التي تفوق مصاريفهم طاقة المريض محدود الدَخل إضافة إلى النقص الكبير وعلى كافَة المستويات ، الذي تعاني منه أقسام علاج الأورام في المستشفيات العموميَة خاصَة ،لذلك ترتفع نسبة الوفيات عند هذه الفئة بالتَحديد .

كما يؤكَد علماء الإختصاص أنَ الأسباب الشائعة لتفاقم المرض إلى حد الوفاة هي ظهور أعراض السرطان في مراحله المتأخرة التي يقابلها نقص الخدمات التشخصية والعلاجيَة في البلدان النامية إضافة إلى غلاء مصاريف هذا النَوع من التَداوي والجراحات العامة الخاصَة به.

السَرطانات الأكثر فتكا حول العالم

وحسب معلومات نشرتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان “بليون ” فإنَ السَرطانات الأكثر فتكا بالإنسان هي التي تصيب الصدر والرئتين، إضافة إلى مختلف الإلتهابات السَرطانيَة الخبيثة كإلتهاب الكبد الفيروسي، وفيروس الورم الحليمي، سرطان الدم leucémie    …إلخ وحسب معلومات صادرة عن الوكالة المذكورة هذه قائمة السرطانات الشائعة حول العالم ونسبة الوفيات التي إنجرَت عنها سنة 2015:

  • سرطان الرئة (1.69 million وفاة)
  • سرطان الكبد (000 788 وفاة)
  • سرطان القولون والمستقيم (000 774 وفاة)
  • سرطان المعدة (000 754 وفاة)
  • سرطان الثدي (000 571 وفاة)

مع الأخذ بعين الإعتبار أنَ هذه الأرقام قد إزدادت سنة 2016 و2017 لتعكس لنا درجة خطورة هذا المرض على الإنسانيَة وضرورة وضع سياسات صحيَة دوليَة أكثر تأثيرا ونجاعة للحدَ من هذه النَسب مع زيادة تفعيل العمل الجمعياتي الدولي لمساعدة المرضى الذين ينتمون إلى الطبقة المعوزة والفقيرة ولا يقدرون  على تغطية مصاريف علاجات الأورام السرطانيَة .