نساء يعانين من العقم والرَجال سبب ذلك

العقم وتأخر الإنجاب : نسبة كبيرة من الرَجال وراء ذلك

لطالما عانت المرأة من توجَه أصابع الإتَهام نحوها جرَاء عجزها عن الحمل وعدم قدرتها على الإنجاب بصفة طبيعيَة فظاهرة العقم وتأخَر الإنجاب من المشاكل المرضيَة التي تأثَر سلبا وبشكل مباشر على الحياة الزَوجية، العائلية والإجتماعيَة أيضا، وطيلة عقود وعصور مضت إعتبرت المرأة المذنب الوحيد في قفص الإتَهام  ، ومع تطوَر العلم وبحوثه العديدة في مجال التَخصيب وطب العقم وتطوَر التقنيات الطبيَة المساعدة على الإنجاب كعمليَة طفل الأنبوب تونس ،  وهي عمليَات تستدعي فحوصات دقيقة للمرأة والرَجل على حدَ السَواء ، تبيَن أن المسؤولية يتحمَلها الرَجل أيضا .

و ساهمت التحاليل والفحوصات الدقيقة في تبرأة المرأة من تهمة العقم، فلم تعد المتهم الوحيد بعد أن أثبتت التحاليل والتشخيصات في بعض الحالات أنَ العيب قديكمن في الرَجل ، فأصبحت المسؤولية تلقى على كلا الطرفين ، اللذان أصبحا مطالبان بالتشخيص والعلاج على حدَ السَواء ، وفي هذا النَطاق نطرح التسَاؤل التالي : هل صحيح أنَ قرابة 50 بالمائة من الرَجال يتسبَبون في مشكل تأخر الإنجاب وإلى أي مدى تصح َ هذه النسبة على أرض الواقع ؟

رغم أنَه اليوم أصبح مشكل تأخر الحمل والإنجاب يلقى على عاتق كل من المرأة والرجل وأصبحت المسألة عادية إلاَ أنَ الأطبَاء قرروا الغوص في الأسباب الطبية المرضية و الخلقية التي تجعل الرجل عاجزا عن الإنجاب خاصَة وأنَه اليوم وفي حالات عديدة له الدور الأساسي في أسباب تأخر الحمل بإعتباره عنصرا فاعلا في عملية الإتصال الجنسي وهي حقيقة أثبتتها آخر الدَراسات في هذا الصَدد،حيث تقرَ هذه البحوث أنَ 50 بالمائة من الرجال اليوم هم وراء تأخر الحمل بالنسبة للمرأة.

أسباب العقم عند الرَجل

طبيَا صنَف السَبب الأوَل والأساسي لعقم الرَجال مشكل ضعف حركة الحيوانات المنوية أو قلة عددها إضافة إلى  التشوّهات الخلقية أو المرضية التي قد تصيب الحيوانات المنوية عند الرَجل ومن أهم الأسباب أيضا إلتهاب الخصية الذي قد يرافقه إنسداد القنوات الناقلة داخل الخصيتين.

ومن الأسباب الغير مباشرة التي قد يقوم بها الرجل من دون قصد ولكَنها تسبب تأخرا في الحمل عند المرأة فترات الغياب الطَويلة (سفر العمل، العمل في المسافات البعيدة قلَة المعاشرة و ضعف العلاقة الحميمة بين الزوجين …) التي يكون فيها الزوج بعيدا وقد تتصادف فترة البعد هذه مع فترة الخصوبة والتَبويض (الفترة التي يكون فيها رحم المرأة مهيأ للحمل)، فلا يحدث جماع بين الزَوجين وبالتالي يتأخر الحمل.

وقد تكون أسباب تأخر الحمل طبيعية ولكَنها متأتية من الرَجل كالعامل الوراثي أي أن يعاني الرَجل من عيوب موروثة  إضافة إلى أنَ الأمراض التناسليَة (السيدا) التي تنقل عدواها عن طريق العلاقة الحميمة تؤدي الى عقم  النَساء أيضا .

وفي الأخير يمكننا الحوصلة أنَه ورغم أنَ  العوامل المسبَبة للعقم وتأخر الإنجاب عديدة إلاَ أن العلم والطب الحديث لم يقف عاجزا أمام هذه المشاكل ومن رحم هذه المعاناة ولدت علاجات الإنجاب بمساعدة طبيَة (طفل الأنبوب ، التلقيح الإصطناعي تونس ، حقن الهرمونات …….إلخ ) التي ساعدت بدورها الملايين عل تحقيق ما يصبون إليه  من خلال إنجاب طفل سليم وخالي من التَشوَهات .