نسبة حياة مذهلة لأطفال الأنابيب !

كشفت دراسة أوروبية موسَعة وعميقة في مجال الإنجاب بمساعدة طبيَة الخاصَة بتقنية طفل الأنبوب أجريت على ما يقارب 100.000طفل أنَ نسبة كبيرة من الأطفال الذين ولدوا بتقنية التلقيح الإصطناعي قد تحسَنت حالتهم الصحية والطبيعية بشكل ملحوظ في السَنوات الأخيرة.

تحسَن نسبة الحياة لدى مواليد الأنبوب

تحسنت فرص البقاء والصحة العامة للأطفال الذين ولدوا عن طريق التخصيب في المختبر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وذلك بفضل التقنيات الجديدة ومهارة الأطبَاء الذين يمارسون هذا الإختصاص وحسب دراسة إسكندنافية نشرتها يوم الأربعاء 21 جانفي مجلة  Human Reproductionوالتي قام فيها الباحثون بتحليل حالة ما يقارب  92،000 طفل من الذين ولدوا من خلال تقنيات المساعدة على الإنجاب بين سنتي 1988 و2007  في أربع دول إسكندنافية (الدنمارك وفنلندا والسويد والنرويج) فتبيَن  أن 29،000 منهم كانوا توائم ( توأمان) وفي صحة جيدة.

تراجع نسب الوفاة

وقارن الباحثون صحتهم خلال السنة الأولى مع الأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي ، فكانت النتيجة إنخفاض كبير  في معدَل خطر الولادة المبكرة أو الوفاة قبل الولادة ، وفي نفس السياق تقول الأخصائيَة  آنا كارينا هيننغسن، من جامعة كوبنهاغن  أنَ نسبة وفاة أطفال الأنابيب أوالتخصيب في المختبر قبل الولادة قد تراجعت بشكل ملحوظ إضافة إلى زيادة وزنهم وتحسن وضعهم الصحي مقارنة بالسنوات الماضية .

كما تراجعت نسبة الولادة المبكرة لأطفال التلقيح الاصطناعي ضمن الحمل الواحد من 13٪ خلال الفترة الزمنية المنحصرة بين  1988-1992 إلى 8٪ سنة 2007، مقابل 5٪ بالنسبة للأطفال الذين يولدون بشكل طبيعي. ووفقا للسيدة هيننغسن، فإن زرع جنين فقط في وقت واحد وليس أكثر، وهو ما كان معتمد عموما في أواخر التسعينات قد يقلل من فرص الحمل والولادة لذلك فإنَ أغلب الحالات اليوم تعتمد تقنية غرس عدة أجنة وذلك لزيادة  فرص حدوث  الحمل والولادة، وقد تنتج هذه الطريقة أيضا توائم  التي بلغت نسبة ولادتهم حسب هذه التقنية في الفترة الممتدة بين 1998 إلى غاية  2002، حوالي 23٪ ، وهو أمر ساهم في زيادة إقبال الأزواج على تقنيات الإنجاب بمساعدة طبيَة .

معلومة

لطالما كانت عملية مراقبة الأجنة داخل المختبر أمراً صعباً فظهرت تقنية Time Lapseوهي تكنولوجيا “الفاصل الزمني”  لتلغي هذه الصعوبات  فمنظار الأجنة هو عبارة عن آلة  تصوير مصغرة ومقاومة للرطوبة  لإلتقاط مجموعة من الصور في فترة بين 10 و15 دقيقة، وهو ما يعرف أيضا بفيديو الفاصل الزمني لمراقبة كيفية تطور الأجنة من دون تعريضها إلى المحيط الخارجي ، فهذه التكنولوجيا تسمح بتقييم الخصائص المورفولوجية والحركية،  إضافة إلى زيادة فرص الحمل وذلك من خلال إختيار وتحديد الجنين المثالي الذي يملك أفضل المقوَمات للتحوَل إلى طفل طبيعي .

وعن هذه التَقنية يفسَرالدكتور جان فرانسوا Griveau، عالم الأحياء في مركز AMP (المساعدة الطبية الإنجاب) بمستشفى جامعة رين  مراحل عمل هذه التقنية “توضع البويضات والأجنة في أطباق تحت العدسة ويتم التقاط الصور على فترات منتظمة (كل 10 دقيقة) لمدة 5 أيام من  الإخصاب. وترسل الصور إلى جهاز الكمبيوتر لتحليل البيانات بدقَة” .

تتواصل البحوث والدراسات والإكتشافات في مجال الإنجاب بمساعدة طبيَة إلى حد هذه الساعة، وكلَما تقدمت السنوات تظهر تقنية تذهلنا أكثر من الأخرى لتعزز ثقتنا في هذا المجال وتؤكَد لنا أن حلم الإنجاب يبقى ممكنامهما كثرت العراقيل الطبيعية أو المرضية ما دام العقل البشري في رحلة بحث متواصلة عن المستحيل 🙂