الإرتجاع المعدي المريئي : لن تصدَقوا ماهي الأسباب !!!

 

كم من مرَة شعرت بمغص شديد في البطن وغمرتك الرَغبة في التقيؤ والإرتجاع أمام الضيوف، أو شعرت بحرقة شديدة وحموضة مقلقة وأنت في عشاء عمل أو لقاء مع الأصدقاء، جميعها مؤشرات تستوجب إطلاق صفَارة الإنذار والتعجيل بإستشارة مختص في أمراض الجهاز الهضمي، خاصَة وأنَ مثل هذه الأعراض غالبا ما ترتبط إرتباطا وثيقا بمرض الإرتجاع المريئي وفتق الحجاب الحاجز فماهي خصائص هذه الحالة، الأعراض والأسباب ؟

خصائص الإرتجاع المريئي  

طبيَا الإرتجاع المريئي هو عملية إرتداد العصارة المعديَة ومختلف الأطعمة والمواد الموجودة بالمعدة عكس الإتَجاه الطَبيعي، فالمريء يتصل بالمعدة، ثم يمتد إلى أعلى، ويعتبر هذا المرض الأكثر شيوعا في العالم حيث أثبتت دراسات علميَة حديثة أنَه يصيب ما يقارب 40% من السكَان حول العالم ويتميَز بأعراضه الواضحة والمتشابهة التي يمكن أن يشمل تطابقها 100% من الحالات .

أعراض الإرتجاع المريئي

وكما سبق وذكرنا غالبا ما تكون أعراض الإرتجاع المريئي شبيهة بمؤشرات أمراض الجهاز الهضمي واضحة للعيان أهمَها:

– الشعور بحرقة على مستوى الصَدر
– إستمرار هذا لإحساس لمدَة قد تصل لساعتين.
– ظهور هذا التحرَق بعد الوجبات القويَة على وجه الخصوص
– تفاقم إحساس الحرقة عند الاستلقاء أو إمالة الرأس
– إختفاء الحرقة عند ممارسة الرياضة أو الأنشطة الجسدية
– طعم لاذع بالفم يصاحبه  إندفاع حمضي قوي بعد الأكل أو الإستلقاء
– ظهور نوبات سعال مستمرَة قد يصاحبها بلغم
– إنقباضات صدريَة
– إمكانيَة ظهور رائحة كريهة في الفم.
– إمكانيَة ظهور صعوبة تنفسيَة تشمل الصدر والرَئتين أثناء النوم كالتوقَف المفاجئ لعمليَة التَنفَس أو الشخير.

في أغلب الأحوال يرتبط مرض الإرتجاع المريضي ببعض الإختصاصات الأخرى على غرار طب أمراض القلب والشَرايين، الأنف والأذن والحنجرة، الأمراض الصدرية، ولكنَ الإختصاصي الأساسي الذي يجب إستشارته منذ ملاحظة الأعراض الأولى هو طبيب أمراض الجهاز الهضمي.

وكغيره من الأمراض يرتبط ظهور مشكل الإرتجاع المريئي بمجموعة من العوامل والأسباب التي تهيأ له الأرضيَة الملائمة لفرد سيطرته وهيمنته على الجهاز الهضمي إلى درجة قد ترهق راحة المريض وتجعله غير قادر على الإستمتاع بوجباته الغذائيَة وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة المعديَة؟

أسباب الإرتجاع المريئي

وهي : إرتخاء صمَام المريء السَفلي الذي يعتبر منطقة فرق  الضغط، إضافة إلى  زيادة إنقباضات العضلات الحَلَقية التي تحيط  المنطقة السفليَة للمريء، مع المنطقة المرتبطة بجزء من الحجاب الحاجز، ولكنَ هذه الحالة لا تحدث في أغلب الأحوال بل في بعضها فقط  وذلك بسبب إرتفاع الضغط داخل تجويف البطن لأسباب مختلفة وحسب وضع كل شخص (البدانة المفرطة ،الحمل ، الملابس الضيقة …إلخ ) لأنً مثل هذه الأوضاع قد تحدث تغييرا على موقع الجزء الأسفل من المريء (الصمام السفلي) فيتحرَك إلى أعلى ويحدث ضغط جوي سلبي للتجويف الصدري وهذا ما يفسَر قوَة الإندفاع فتضعف عضلة الحجاب الحاجز وتصبح غير قادرة على مدَ دعمها الخارجي ، وعلميَا تعرَف هذه الحالة باسم فتق الحجاب الحاجز أو الفتق الحجابي الذي يرتبط إرتباطا وثيقا بمشكل الإرتجاع المريئي .

وتمثَل السَمنة من الأسباب الرًئيسيَة للإرتجاع المريئي هذه المعلومة دعمتها  دراسة أجريت على أكثر من 20000 مريض يعانون من مؤشَرات هذا المشكل فثبت أنَ ما يقارب  13٪ من التغيرات الحاصلة والمسجَلة على حموضة المريء تعود إلى  إرتفاع الوزن وحجم كتلة الجسم عند هؤلاء.

ويعتبر النَظام الغذائي السيء  ونمط الحياة السلبي من الأسباب أيضا خاصَة وأنَها مبنية على ممارسات خاطئة ومضرَة كالتدخين والإفراط في شرب المنبهات ، الكحول والمياه الغازية  ثمَ النَوم أو الجلوس بأوضاع غير معتدلة وسويَة.

تتعدد الأسباب والمرض واحد لذلك تبقى الوقاية وإتباع أنظمة الحماية من مشكل الإرتجاع المريئي وفتق الحجاب الحاجز هي الحل المناسب إضافة إلى ضرورة التسريع في الإستشارة الطبيَة المختصَة عند ملاحظة أقل الأعراض لتحديد العلاج الفعَال للإرتجاع وهذه قضيَة صحيَة أخرى تستحق الدراسة والتدقيق 🙂