“وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ” سورة آل عمران، من رحم هذه الآية الكريمة ولدت مقولة “الأيام دول” فالحياة لا تستمرَ على حال فاليوم الذي أبكانا غدا سيفرحنا وسيسخَر الله لنا ما يسعدنا فكما تدور الأرض تدور أيَامنا وهذه العبر تنطبق على ما يعيشه المرضى اللذين يعانون من أمراض صعبة و قاسية ورغم التَحديَات التي يواجهها هؤلاء يواصلون المقاومة والصمود أمام أمراضهم بأمل كبير وبطاقة تحمَل أكبر فعالمنا مليء بالمفاجآت السَارة والمحزنة في نفس الوقت و لا يملك الإنسان السوي سوى التأقلم ومسايرة أقداره بخيرها وشرَها ومن بين الأمراض التي أثبت العلم إمكانيَة إرتباط ظهورها بما يعيشه الإنسان ويواجهه في حياته من إضطرابات ما يسمَى في عالم الطب بأمراض الغدد الصمَاء التي تظهر لأسباب مختلفة أهمَها النَظام الغذائي السيء ،إضطرابات هرمونيَة ،التَاريخ الأسري ، داء السكري ، البدانة ….إلخ .
وبما أنَ خطورة هذه الأمراض تكمن في تأثيرها المباشر على وظائف الأعضاء المرتبطة بها والتي تشمل الغدة الكظريَة ، النَخاميَة والدرقية إضافة إلى البنكرياس ، الخصيتين سعى أهل الإختصاص إلى تكوين نظام طبي لمكافحة ومعالجة امراض الغدد الصمَاء ومن منبع هذا الهدف تدفقَت وإنبثقت ما يعرف اليوم بجراحة الغدد الصمَاء.
حسب مجموعة من المعلومات العلميَة الثَابتة ووفق عدد كبير من المصادر الطبيَة أهمَها الموقع العلمي الأمريكي live science فإنَ جهاز الغدد الصمَاء هو نظام يشمل عدد من الغدد المنتجة للهرمونات المنظَمة لوظائف الجسم المختلفة على غرار عمليَة التَمثيل الغذائي ، وظائف الأنسجة ، النمو ، المزاج ، الوظائف الجنسيَة خاصَة وأنَ هذا الجهاز يتكوَن من الغدة النخاميَة ، الكظريَة والغدَة الدرقيَة إضافة إلى الخصيتين (الذَكور ) والمبيض (الإناث ) والبنكرياس .
أمراض الغدد الصمَاء
مرض السكَري هو الأكثر شيوعا
ويؤكَد الدكتور جنيفر لوه وهو مختصَ في علاج أمراض الغدد الصمَاء ورئيس قسم نفس الإختصاص في هاواي أنَ داء السكَري هو أكثر أمراض الغدد الصمَاء إنتشارا في العالم بشكل عام وفي الولايات المتَحدة الأمريكيَة بشكل خاص ولكنَه لا يمثَل جميع الأمراض التي يمكن أن تصيب الغدد الصمَاء لأنَها متنوَعة وتختلف من حالة إلى أخرى خاصَة على مستوى العلاج والخطورة .
ووفق ما ورد عن الدكتور أليسون مايرز وهو مختص وأستاذ في الغدد الصمَاء فإنَ ظهور مرض السكري في نظام الغدد الصمَاء غالبا ما يرتبط بمجموعة من العوامل والأسباب كالسمنة المفرطة ، التاريخ المرضي …والعادات السلوكيَة والغذائيَة السيئة …إلخ .
أمراض الغدد الصمَاء التي تتطلَب العلاج والجراحة إذا لزم الأمر
- الغدَة الدَرقيَة الضَخمة
- قصور الغدَة الدرقيَة
- ورم الغدَة الكظريَة
- سرطان الغدَة الدرقيَة
- الإضطرابات الهرمونيَة
- سرطان البنكرياس
- سرطان الغدد اللمفاويَة
- متلازمة أورام الغدد اللمفاويَة 1 و2
- متلازمة كون
- فرط نشاط الغدَة الدرقيَة…إلخ.
جراحة الغدد الصمَاء
ويبيَن الدكتور سايمون سميث وهو جرَاح مختص في علاج سرطان الغدد أنَ جراحة الغدد الصمَاء يمكن أن تجمع بين جراحات وإختصاصات أخرى لإرتباطها الوثيق بعدد كبير من الأعضاء الوظيفيَة في جسم الإنسان حيث يمكن لجرَاح الغدد الصماء التعامل مع أطبَاء وخبراء في جراحة الأعصاب، الأنف والحنجرة …إلخ .
وتشمل جراحة الغدد الصمَاء فريق متكامل يتكوَن من طبيب مختص في أمراض الغدد الصماء يعمل على دعم ومساعدة الجراح في تحرير التقرير الطبي الخاص بالجراحة، مختص في التصوير الطبي وتحديدا خبير في الفحص بالأشعَة للموجات فوق الصوتيَة طيلة المراحل الجراحيَة (قبل، أثناء وبعد العمليَة) مختص في التخدير الطبَي، كما يمكن لخبراء الأورام وأطبَاء الأمراض السرطانيَة أن يكونوا جزء من الفريق إذا ما تتطلَبت الحالة ذلك.
يمكن للفريق الطبَي ان يدمج العلاج الإشعاعي أو الكيميائي ضمن الأنظمة العلاجيَة المعتمدة ولكن غالبا ما يقع إختيار العلاج المناسب بعد دراسة كاملة وشاملة للحالة من خلال إجراء فحوصات تشخيصيَة متنوَعة ودقيقة مع دراسات تحليليَة تشمل جميع الأعراض والأضرار لتحديد مستوى الخطر ومعدَل الإحتياج إلى التقنية العلاجيَة والجراحيَة المختارة.