سرطان العظام : ماهيته ،الأعراض والعلاج

لاشيء أشد ألما من الشَعور بالعجز عن الحركة والتنقَل، لا يوجد إحساس أقسى من نظرة الحزن والشَفقة التي ترسم على وجه أقرب النَاس والأصدقاء عند رؤية عزيز يعاني من مرض خبيث أفشل قدرته على الحركة و حرمه العيش كأي شخص طبيعي، هذه المشاهد الواقعيَة غالبا ما ترتبط بماقد يعيشه مرضى سرطان العظام الذي إنتشر وبشكل ملحوظ في عصرنا الحالي وهو مرض يصنَف ضمن أنواع الأمراض السَرطانيَة التي تصيب الكبار والصغار النساء والرجال حول العالم، وهذا ما يدعونا إلى التسَاؤل حول ماهيَة سرطان العظام، أعراضه وطرق علاجه؟

 

طبيَا وبشكل عام تعرَف الأمراض السَرطانيَة على أنَها نموَ لخلايا غير طبيعيَة في الجسم يمكن أن تصيب مناطق مختلفة  وتكمن خطورة هذه  الخلايا  في عدم تبعيَتها إلى باقي خلايا النسيج الذي ولدت منه  ورغم أنَ أكثر السَرطانات إنتشارا حول العالم هو سرطان الثَدي عند النَساء والقولون عند الرَجال وهي من أكثر المشاكل المرضيَة المستعصية والخبيثة التي يتعامل معها طب جراحة الأورام  إلاَ أنَه مؤخَرا سجَلت حالات عديدة عند الرجال والنَساء على حد السَواء تعاني من  سرطان العظامالعالم ورغم أنَ أغلب أورام العظام تعتبر أوراما حميدة إلاَ أنَهاتصنَف ضمن السرطانات العنيفة التي يبدأ ظهورها ونموَها عبر تكوَن خلايا بدائية متحولة تظهرفي شكل طبقة عظمية أولية لتتحوَل وتنمو إلى أن تصبح ورما خبيثا.

أعراض سرطان العظام

كغيره من الآفات السَرطانيَة يرتبط ظهوره بمجموعة من الأعراض أهمَها:

  • آلام في العظام تزداد شدَة أثناء الليل
  • الآلام المفرطة والمستمرَة بعد القيام بالتمارين الرَياضيَة وتظهر خاصَة في الجزء السفلي من عظمة الفخذ أو تحت الركبة
  • ظهور إنتفاخات في شكل تورَم قد تكون ناتجة على تضخَم الورم
  • إنكسار العظام بسرعة حتَى عند تعرضها لضربة خفيفة
  • تفاوت الآلام أي تظهر ثمَ تعود لتختفي وتكون متباينة الحدَة أيضا
  • الشَعور بضغط شديد على أعصاب الجسم وذلك عند بلوغه منطقة العمود الفقري، وهذا ما يفسَر حدوث خدر، ووخز في الجسم.
  • سرعة فقدان الوزن
  • الشَعور بالتعب الشديد
  • في حالة بلوغ هذا السَرطان منطقة الرئة غالبا ما يشعر المريض بصعوبة في التنفس.

و يتمركز سرطان العظام  في أغلب الحالات عند نهاية العظام الطويلة كالطرف القريب من عظمتي الساق والفخذ أو الطرف البعيد عن عظم الفخذ.
وحسب إحصائيات منجزة حول سرطان العظام 60 % من حالات سرطان العظام تتمركز حول الركبة و 15% حول عظام الحوض في حين تقدر نسبة تموقع هذا المرض حول عظام الكتف  10% و 8% تصيب عظم الفك.

علاج سرطان العظام

غالبا ما يكون العلاج حسب نوع الورم، موقعه ودرجة تطوَره ونموَه أي مدى خطورة المرحلة التي وصل إليها وعند بلوغ المرض منتهاه يعتمد طب جراحة العظام والأورام أيضا على إجراء إستئصال للورم وإستبداله بجزء إصطناعي آخر مع العلم أنَه قد قبل ان يتم اجراء عمليَة إستئصال الورم قد يعتمد الجرَاح العلاج الكيميائي فيزوَد المريض بجرعات منه ولكن حسب وضع الحالة ،فمثلا لا يُستخدَم  العلاج الكيميائي عند الإصابة بالسّاركوما الغضروفيّة.

وفي نفس السياق يعتمد العلاج الإشعاعي أيضا للإزالة سرطان العظام من خلال إستعمال موجات عالية الطّاقة من الأشعَة السَينيَة ( أشعة  X )للقضاء على الخلايا السرطانيّة ، وغالبا ما يكون هذا العلاج مصاحبا للجراحة أيضا أمَا الآلام المرتبطة بجراحة سرطان العظام فيقع تزويد المريض بأدوية مساعدة للتخفيف من أعراض العلاج الكيماوي والعملية الجراحية التي قد تسبَب شعورا بالغثيان ،التقيَؤ وقد يضيف الطبيب المختص  للمريض بعض الأدوية التي تعمل على المحافظة على الأعداد الطبيعية لكريات الدم البيضاء تجنَبا لأيَة مضاعفات أو ظهور أمراض أخرى كاللوكيميا (سرطان الدَم ) .