عمليّة ترقيع غشاء البكّارة: جراحة طبيّة لإعادة العذريّة في كنف السريّة

الأسرار لا تحكى ولذلك سمّيت بهذا الاسم لأن الشخص يكتمها ولا يبوح بها لأحد…والسرّ حمل ثقيل لا يفارق حامله أبدا ويلازمه إلى آخر رمق في حياته.

وللفتيات بحر شاسع من الأسرار والحكايات والخبايا التي لا يعرفها أحد، ذلك لأن الفتاة تخاف شبح المجتمع الذي ظلمها منذ ولادتها وحدّد مصيرها مسبّقا وألجم رغباتها وحريّتها.

وكما قيل سابقا إن شرف المرأة محصور بين فخذيها، فقد امتدت صلاحيّة المقولة المذكورة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

وتعني المقولة أن حياة المرأة وشرفها وعفّتها مرتبط بحفاظها على غشاء بكارتها إلى حدود يوم الزواج لتمنحه عن طواعيّة أو اكراه لزوجها.

ولنتفق أولا على أن عذريّة الفتاة في العالم العربي أو في المجتمعات المحافظة تتمثّل في وجود غشاء بكّارة سليم ما يدلّ على عدم ممارستها للجماع.

ويكمن الاشكال في أن فرضيّة حدوث بعض المفاجئات يوم الزفاف واردة جدا، خاصّة إذا كانت الفتاة قد مارست الجنس فيما قبل مع شخص آخر أو تعرّضت لحادث أسفر عن فقدانها لعذريتها.

وغشاء البكّارة ما هو الا عبارة عن نسيج من الجلد يكون رقيقا وتتوسّطه بعض الثقوب التي تسمح لدم الحيض بالنزول خلال موعد الدورة الشهريّة.

ويترتّب عن فضّ هذا الغشاء عند أوّل لقاء بينه وبين قضيب الرجل عن نزول قطرات دم كدليل على عفّة الفتاة وحصول الزوج على زوجة صالحة.

ولكنّ أثبتت التجارب والدراسات أن شكل الغشاء ونوعه يختلف من فتاة إلى أخرى وأن امكانيّة نزول الدم في أوّل اتصال جنسي غير واردة لدى بعض النساء.

ويمكن فقدان الغشاء جرّاء ممارسة الجنس أو الرياضات العنيفة أو بسبب الاغتصاب أو السدادات القطنية…

ولعدم اثارة الشكوك وثقافة السب والشتم للمعنية بهذا الأمر، تلجأ الفتاة إلى طبيب النساء الذي تعتبره درعا لها يحميها من مجتمع لا همّ له الا غشاء لا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي من جوع.

وتعتبر عمليّة إعادة غشاء البكّارة للفتاة طوق نجاة وهروب من ألسنة مجتمع لا يرحم من خلال جراحة لا تستغرق الا حوالي 15 أو 20 دقيقة لتعود الفتاة عذراء لعائلتها.

وتتميّز هذه العمليّة ببساطتها الا أنها تستوجب الخلود إلى الراحة بعد اجراءها لاستكمال مرحلة الشفاء التام.

كما تتميّز بكونها دواء للفتاة التي تعرّضت إلى تجربة قاسية كالاغتصاب لتعيد بذلك عذريتها المنتهكة وثقتها بنفسها وبجسدها.

ان عمليّة ترقيع غشاء البكّارة مهما كانت بسيطة وسهلة في ظاهرها الا أنها معقّدة وعميقة في باطنها لما تحتويه من دلالات ومفاهيم لمجتمعات قرّرت تقنين الرغبات ولجم الحريّات الفرديّة والشهوات بما يتناسب مع مصالحها وأحكامها.