إنتشر مؤخَرا مشكل القولون العصبي المعروف بالمصران الغليظ côlon irritable, IBS حيث تشير أغلب الدراسات المنجزة حول الأمراض والأوبئة في السنوات الأخيرة أنَ متلازمة القولون العصبي تعصف بنسبة تتراوح بين5٪ و20٪ من مجموع السكان في العالم الغربي ويؤكَد الخبراء أنَ تكون هذه النًسبة مضاعفة بالعالم العربي مقارنة بالأوضاع الإجتماعيَة والصحيَة وحتَى الغذائيَة المترديَة وبغض النَظر عن العوامل والأسباب ، يضرب مرض القولون العصبي أغلب الفئات الاجتماعية حول العالم وهذا المرض قد يشكل خطرا كبيرا على حياة المريض إذا تم إهمال علاجه لذلك سعى أغلب الأطباء والخبراء إلى إيجاد العلاج المثالي لهذه المتلازمة إضافة إلى التشخيص الدقيق لمعرفة خصائص هذا المرض وإكتشاف أسباب ظهوره وطرق علاجه .
طريقة مؤشرات روما
غالبا ما يعتمد أطبَاء المعدة وخبراء جراحة الجهاز الهضمي طريقة يطلق عليها طبيَا إسم “مؤشرات روما ” التي جعلت لمعرفة أعراض هذا المرض حسب نوع معيَن من الفحوصات كفحص الدم والبراز، تنظير القولون القصير …أمَا إذا كانت الأعراض واضحة مع إنعدام دلائل مرضية أو علامات تنبيهية يواصل الطبيب المختص فحوصاته من خلال مراقبة بعض العوامل والدلائل كالهبوط الحاد للوزن، الحمى أو فقر الدم ، وعموما وحسب ما يؤكدَه أطباء الجهاز الهضمي غالبا ما يقع تشخيص القولون العصبي بثقة تامة وثابتة وبنسبة تبلغ 98 ٪ وهذه نقطة إيجابيَة تحسب للمريض أثناء العلاج لأنَ التحديد الدقيق للمرض يساعد الطبيب على إختيار وتحديد الطريقة العلاجيَة المناسبة والملائمة لكلً حالة.
أعراض القولون العصبي
وكباقي الأمراض يعاني مرضى القولون العصبي من بعض الأعراض التي قد تظهر في شكل إضطرابات وظيفية بمختلف أعضاء الجسم كالشَعور بآلام في المفاصل والعضلات أي ما يعرف بالألم العضلي الليفيّFibromyalgie .
- الشَعور الدائم بالإرهاق والرَغبة في النوم (متلازمة التعب المزمن) خاصَة وأنَ أغلب البحوث العلميَة والطبيَة المنجزة حول متلازمة القولون العصبي تشير إلى أنَ قرابة 17 ٪ من الحالات بدأت بعدوى بكتيرية حادة في الأمعاء، ولهذا السَبب بالتَحديد تكون الأعراض عند هؤلاء مزمنة وهذا ما أكَدته الفحوصات الدقيقة والخاصَة فيما بعد على غرار فحص الخزعة (Biopsie) للأمعاء الذي يبيَن وجود عامل إلتهابي حاد يسبب ظهور متلازمة القولون العصبي .
- الإحساس بآلام مزمنة في البطن
- عدم إنتظام التغوّط
- ظهور إسهال مزمن أو إمساك مزمن أو تناوبهما معا
- إرتفاع مستوى الغازات إضافة إلى إنتفاخ البطن.
علاج متلازمة القولون العصبي
ولطالما كان من الصًعب علاج الأمراض الوظيفية التابعة للجهاز الهضمي رغم توفَر التقنيات اللاَزمة والضَروريَة لذلك خاصة تقنية الفحص بالمنظار لأنَ المشاكل المرضيَة التي تصيب الأمعاء معقَدة ومركبة للغاية ، خاصَة وأنَ العوامل المسببَة لهذه المتلازمة مختلفة ومتنوَعة ومتداخلة أيضا وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمختص ولكن خبرة ومهنيَة الجراح هي الفيصل في النَهاية ، فكفاءة الطبيب تمكَنه من تحديد العلاج المثالي للحالة ، لذلك يرتبط نجاح علاج القولون العصبي بطبيعة العلاقة العلاجية القائمة بين الطبيب والمريض فكلَما كانت جيَدة ومبنية على الثقة كلما كان الطريق إلى العلاج أسهل لأنَ التفاهم المبنيَ بينهما يساعد على تعميق وعي المريض وفهمه لماهية المشكلة وطبيعتها من خلال معرفة مصدر المخاوف وبواعث القلق، خاصَة وأنَ أغلب الدراسات والبحوث تؤكَد العلاقة الوثيقة التي تربط بين مرض القولون العصبي وبين الإضطرابات العصبيَة والنَفسيَة إضافة إلى الضغط والتوتر لذلك فإنَ العلاج قد يتضمن أيضا المعالجة الاسترخائية (Relaxation thérapie)، التنويم الإيحائي الطبَي (Hypnose) ، وطريقة الارتجاع البيولوج (Biofeedback) …إلخ .
وإلى جانب الأدوية الطبيَة التي يصفها طبيب أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الباطنية أيضا غالبا ما يشمل العلاج الحمية الغذائية ولكن نوع الأطعمة المنصوح بها تختلف من مريض إلى آخر حسب وضع كل حالة ولكن عموما غالبا ما ينصح الطبيب المريض تناول الأطعمة اللينة و الغنية بالألياف مع أخذ الأدوية الملينة لتجنَب مشكل الإمساك المزمن ومقاومته .
–تناول الأدوية المضادة للتشنَج والإنقباضات أو الآلام
–أخذ مضادات الإسهال
–إستعمال مضادات الغازات
وبما أنَ مرض القلون العصبي مرتبط بالحالة النَفسيَة للمريض قد يصف الطبيب مضادات الإكتئاب أيضا خاصَة وأنَها أثبتت فعاليتها على المريض بنسبة تحسن تصل ما يقارب 89 %، ولكن لا بد من إستعمالها بإستشارة الطبيب ووفق نصائحه وقواعده الطبيَة .
وقد يلجأ الجراح في الأخير إلى الحل الجراحي القائم على إستئصال القولون (الأمعاء الغليظة) وتنقسم هذه العمليَة إلى ثلاث مراحل أساسية وهي:
-الأولى: تنظيرالبطن.
-الثانية: إستئصال القولون وفصله عن المستقيم
-الثالثة: الوصل اللفائفي مع المستقيم.
ملاحظة: بعد عملية الإستئصال يجب على المريض أن يلزم الراحة التامَة مع التقيد بتناول الأطعمة اللينة كالحساء وغيره من الأطباق الصحية والخفيفة ومع الوقت يمكنه أكل أغلب ما يرغب فيه بإستثناء الفواكه والخضار غير المطبوخة كما يجب الإلتزام بتطبيق هذه القواعد إلى غاية موعد فحص ما بعد الجراحة للتأكد من تحسَن الحالة وسلامة الجسم من أية آثار جانبيَة .