توتَر العلاقة الجنسيَة وفتورها أرضيَة مهيَئة للعقم
إنَ العلاقة الجنسية السليمة التي يتشاركها الزوجان هي المرحلة الأولى وجسر العبور الذي يمهد ويسهَل حدوث الحمل الطبيعي بعيدا عن الوصفات الطبيَة والعمليات المجهرية والتكنولوجية العلمية لتحقيق الحمل كالتلقيح الإصطناعي وطفل الأنبوب وغيرها، فقبل أن نلجأ إلى هذه الحلول يجب على الزوجين أن يتأكَدا تماما أن علاقتهما الجنسية كاملة ومثالية ولا تشوبها شائبة، لأنَه من الصَعب أن ترتبط المتعة في العلاقة الجنسية بوصفة طبية وقواعد صحيَة علمية غالبا ما تظهر نتيجتها في المختبر.
فنحن نبدأ بالحديث عن العقم عندما تعجز المرأة عن الحمل بطريقة طبيعيَة بعد ما يقارب 18 شهرا من الزَواج ومن ممارسة العلاقة الجنسية بتواصل وإستمرارية مع خلوَ العيوب الخلقية والعضوية المرضية عند كلا الزوجين بعد القيام بالفحوصات والتشخيصات اللاَزمة التي من شأنها أن تكشف هذه العيوب والأمراض التي قد تعيق حدوث الحمل بطريقة طبيعية.
وما قد يخفى عن العديد من الأشخاص أنَ العلاقة الحميمية أو الجنسية يجب أن تكون علاقة إنسجام وراحة وتكامل بين الزوجين لتهيئة الظروف الملائمة للحمل ونأخذ على سبيل المثال التشنَج المهبلي الذي قد يصيب المرأة وهو من الأمراض الجنسية النَفسية الأكثر إنتشارا بين النَساء خاصَة اللَواتي يجدن صعوبة في الحمل بشكل طبيعي وقد يظهر هذا التشنَج المهبلي بسبب مشاكل نفسية وإجتماعية خاصة بالمجتمعات الذكورية التي لا تنتهج إيديولوجية التثقيف الجنسي للفتاة أو المرأة قبل الزَواج فتنجد نفسها أمام هذا التشنَج والشدَ النَفسي الذي من شأنه أن يعيق حملها وقد يتسبّب بانهيار الحياة الزوجيّة أيضا حيث تختلط مشاعر الخوف والإرهاق والهوس بين الزوجين وهي عوامل بإمكانها أن تُسبّب أو تزيد المشاكل الجنسية.
وهذا ما تثبته العديد من تجارب الزَواج الفاشلة التي لم تكمل طريقها بسبب هذا التَشنَج الذي قد يصيب المرأة وقد يصيب الرَجل أيضا (العجز الجنسي عند الرَجال) وجميعها أسباب تزيد من نسبة العقم وصعوبة الحمل.
وينقسم التَشنَج المهبلي إلى عدَة أنواع وأنماط منها:
- صعوبة الإيلاج pénétration في المهبل، بسبب تشنَج العضلات وشدَة شدَها الناتج عن حالة القلق والتَوتَر التي تعيشها المرأة.
- ألم حارِق أو واخِز وشَدٌّ في المهبلعندَ إيلاج القَضيب.
- الخوف من الألم ومن تعمَق العلاقة الجنسية
- خوف شَديد من الإيلاج وتَجنُّب الجنس الآخر.
- عدم الشَعور باللذة والشهوة وفقدان الرَّغبة الجنسيَّة عندَ محاولة الإيلاج.
ولقد ظهرت العديد من الدَراسات التي أثبتت أنَ العلاقة الجنسية الكاملة والمثالية هي من أهم العوامل المساعدة لحدوث الحمل ولعلَ خير دليل على ذلك النَسب التي تستعرضها إحدى الدَراسات العلمية الأخيرة وهي أنَ الثَنائي الذي يمارس الجنسي بتواصل وإنسجام ترتفع نسبة الخصوبة لديهما وحظوظ الإنجاب الممكنة تصل إلى أكثر من 25 بالمائة مع كلَ شهر، في حين تقل النسبة كثيرا عند الأزواج الذين لا يمارسون الجنس بشكل متواصل نتيجة توتَر العلاقة العاطفية والجنسية بينهم وهذا ما من شأنه أن ينقص من حظوظ الحمل والإنجاب.