تقنيات وعمليَات التجميل الحديثة: نتائج مثالية وسريعة ولكن هل تناسب الجميع؟

يقال أنَ وجود الدَواء هو الطَريق الأوَل لبدء الشفاء ويقال أيضا أنَ المرض الذي يصيبك ولا يرديك هو رفيق الطريق، إذا احترمته إحترمك، وإذا تجاهلته أنهاك ودمَرك فالإهتمام يمنح الإستمرار لكل شيء في هذه الحياة سواء كانت العلاقات الإنسانيَة ، العاطفيَة ، الإجتماعيَة فكلَما منحت إهتمامك إلى الشيء يزهر ويعطيك ضعف ما أعطيته وهذه النَظرية أو القاعدة تنطبق أيضا على المريض الذي يعاني من مرض مزمن أشقى جسده وأرهق روحه فهذا الأخير لا يجب أن يتعامل مع مرضه المزمن كعدو بل العكس لا بدَ من مصاحبته ومسايرته ليأمن المريض شرَه وضراوته فمن يدري فقد يقرر هذا الصديق القاسي أن يرحل دون رجعة.
ومنذ سنوات وعصور طويلة ، ناضل الإنسان أمام أمراض وإضطرابات صحيَة مختلفة سواء كانت الخبيثة القاتلة أو الحميدة العابرة فأثرى رصيده الطبَي والعلاجي ليصنع حصنا منيعا جعله اليوم يقف بكل صمود وثبات أمام أمراض وآفات كان الشَفاء منها في الماضي أمرا مستحيلا.

تطوَرت الحياة ولم يعد هاجس الإنسان إيجاد علاج للأمراض الباطنيَة والخطيرة فقط فأصبح يطمح إلى السيطرة على مفاتيح الجمال أيضا فسعى إلى إيجاد حلول وإختراع تقنيات تخلَص العديد من الأشخاص الذين يعانون من عيوب جماليَة أو مشاكل مرتبطة بمظهرهم الخارجي من قيودهم بعد أن أصبحت الصورة من مقوَمات النجاح والتواصل مع الآخرين وهذا ما يفسَر لنا ما نلاحظه اليوم  من إقبال هائل على جراحات التجميل الترميميَة والتصحيحيَة التي أصبحت من أهم المعابر والوسائل المؤديَة إلى عالم أفضل وللحصول على المظهر الأمثل.

طرق وتقنيات التجميل الحديثة : طريق مختصر إلى واقع أفضل ولكن 

ومن رحم هذا المفهوم ولدت الإختصاصات والإجراءات التجميليَة: تقصير للأنف وترميم للذقن وشد الوجه وشفط للدهون، نفخ ورفع …. فظهرت بدورها أساليب وتقنيات تجميلية وطبيَة حديثة تساير متطلَبات الإنسان العصري من جوانب مختلفة فنجد أنَ أغلب التقنيات المعتمدة في مجال التَجميل اليوم تشمل نفس المميزات والخصائص وهي قصر المدة الزمنيَة ، تخضع لنظام الجلسات ، غير جراحيَة أو طفيفة التوغل ، غير مؤلمة وسريعة النَتائج ومن أهمَ هذه التقنيات هناك :
الليزر الذي أصبح يستعمل في أغلب العمليَات التجميليَة كشفط الدَهون بالليزر ، شد الجفون بالليزر ، إزالة الندوب بالليزر ، إزالة التمدد الجلدي بالليزر ………إلخ .

تقنيات الحقن التي أصبحت من أكثر الطَرق المعتمدة في عمليات تجميل الوجه وتنسيق القوام خاصَة.
إضافة إلى الطرق الذكيَة التي باتت تعتمد لوضع حد لمشاكل البشرة ما يسمَى اليوم في الطَب التَجميلي الحديث عمليَة حقن البلازما الغنيَة بالصَفائح الدَمويَة ….التي تعتبر اليوم من أحدث الطرق الهادفة إلى علاج شوائب وأمراض الجلد التي تعمل على تجديد الخلايا والعناصر الحيويَة اللاَزمة لتنشيط الدورة الحياتيَة الجلدية لتحفَزها على إنتاج الكولاجين الذي يغذي البشرة ويمنحها القوَة والجمال .
وتستعمل تقنية حقن البلازما الغنيَة بالصَفائح الدَموية PRP  في مجال التجميل للقضاء على مشاكل الصلع وتساقط الشَعر حيث أصبحت تندرج ضمن أفضل وأنجع التقنيات المعتمدة اليوم في مجال زرع الشَعر لما تلعبه هذه التقنية من دور كبير في عمليَة تحفيز الشَعر على النَمو في المناطق التي تعاني من الصَلع وتعتمد أيضا في علاج الإصابات والأمراض العامة فالصَفائح الدَمويَة غنيَة بالبروتينات المعروفة في المجال الطبي والتجميلي بتسمية “عوامل النمو”  المساعدة في عملية الشفاء من الإصابات حيث تحفَز نمو الأوعية الدموية الجديدة وتنشَط الأنسجة وتعمل على إلتئامها.

من الرَائع جدَا أن نعشق الجمال ونبحث عن مفاتيحه ولكن الأجمل أن يكون هذا الجمال طبيعيَا بسيطا و غير مصطنعا لذلك فإنَ أفضل الأطبَاء والخبراء هم الذين يمنحون المريض (ة) نتائج طبيعيَة كما لا يجب توظيف تقنيات وعمليَات التجميل إلاَ عند الضرورة أو لأسباب وجيهة (عيوب خلقيَة ، مشاكل مرضيَة …) لكي تكون النَتائج مثاليَة وهادفة في نفس الوقت فالجمال خلق ليسهَل للإنسان حياته وليمكَنه من التواصل مع الآخرين دون عقد أو حواجز والتوظيف الخاطئ أو الإستعمال المفرط لوسائل التجميل يمكن أن يقلب الموازين والنَتائج وهذا ما دفع بالعديد من المصحَات ومراكز التجميل الجديَة والناجحة إلى وضع شروط وقواعد صارمة ومضبوطة قبل إخضاع المرضى إلى أي إجراء تجميلي أهمَها :

1-التحاليل المخبرية الدقيقة
2-مدى حاجة الحالة إلى العمليَة على المستوى الصحَي والوظيفي
3-الإنعكاسات الإيجابيَة والنفسية التي يمكن أن تحدثها العمليَة في حياة المريض إضافة إلى ضوابط أخرى يحددها خبير أو طبيب التجميل .