غدا إن شاء الله تبدأ لياليه الجميلة ، وفيه تحلو الجمعة مع العائلة والأحباب ، فتتنوَع الأطباق والأطعمة وتزخر الطاولة بما لذَ وطاب ولكن لا بد من الحرص على نوعيَة الأكل المتناول خاصَة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي لأنَ هذا العضو إعتاد على نظام غذائي معين قبل شهر الصيام وهذا النظام قد يحتوي أحيانا على بعض العادات السيَئة فيأتي الصَيام كفرصة لتدارك بعض المشاكل المعدية وإراحة الجهاز الهضمي ومساعدته على تنظيم وظائفه ، ولهذا السبب بالتحديد يقدَم خبراء التغذية الصحيَة وأطباء الجهاز الهضمي هذه النصائح مع حلول شهر رمضان الكريم :
ولطالما إرتبط شهر رمضان بالأكل وبتنوع الأطباق فنجد العديد من الأشخاص يتناولون كمية كبيرة من الطعام عند الإفطار ظنَا منهم أنَهم بذلك يعوَضون ما فقدوه من مواد مغذية أثناء الصيام غير أنَ الحقيقة عكس ذلك تماما فقد يجد الصائم نفسه يواجه مشكل التخمة وأحياناً القيء والشعور بالغثيان بعد الأكل مباشرة ، وهذه الحالة غالبا ما تحدث عند تناول عدَة أصناف من الأطعمة الدسمة ليلا وهذا سلوك مضر جدا بصحَة وسلامة الجهاز الهضمي لأنَه يؤدي إلى حدوث خلل وإضطرابات هضمية إضافة إلى إمكانيَة ظهور مشاكل في المسالك البولية والكلى لذلك لا بد من توخي الحذر والعمل على إتباع النصائح الطبيَة بدقة وجديَة تجنَبا للمضاعفات الخطيرة التي قد تتفاقم أثناء شهر رمضان بسبب الأمراض المزمنة والعرضية التي تصيب الجهاز الهضمي .
نصائح بسيطة ومفيدة
-إفتتاح الإفطار على التمر وهي سنَة نبويَة أثبت فائدة العلم أيضا حيث أكَدت جميع الدراسات المنجزة حول التمر وفوائده أنَ تناول هذه الثَمرة المباركة ينبَه أجهزة الجسم ويعدَها للعمل ، فيبدأ الجهاز الهضمي في التحرك بلطف و بتوازن وإنتظام والتمر لطيف على المعدة ويهيئها إلى عمليَة إستقبال الطعام بعد ساعات الصيَام إضافة لكونه مصدرا سكريا سريعا، يدفع الجوع الشديد ويقضي على التقلقات المعدية الناتجة عن بعض المتغيرات الوظيفيَة التي تحدث للجسم مع الصيام.
– من الأفضل شرب الماء مع التمر وأخذ لحظة راحة وإسترخاء للجهاز الهضمي قبل البدء في الأكل لتأهيل المعدة إلى إستقبال الطعام دون أن تحدث أيَة مشاكل كعسر الهضم أو حرقة المعدة .
– تناول الحساء الدافئ قبل أي طبق آخر مع الإبتعاد التام عن اللأطعمة المتبلة بشدة لأنها ترهق الجهاز الهضمي وتسبب مشكل الإنتفاخabdominal ballonnement ou Le ventre gonflé وعسر الهضم.
– تجنَب الأكل النهم و تعديل كمية الأطعمة المتناولة لتوخَي خطر الإضطرابات الهضمية .
– رغم أنَ شرب الماء والسوائل ضروري لصحة الجسم ولكن ” ما زاد على حدَه إنقلب إلى ضدَه ” فالإكثار من السوائل مع أو بعد الإفطار مباشرة يعيق عمل المعدة ويحث بعض الإضطرابات على الظَهور .
– تناول الفاكهة الطازجة لأنَها مفيدة للجسم ولعمل الجهاز الهضمي .
ـ تجنَب الأغذية المشبعة بالدهون والمدجَجة بالمواد المتأكسدة والحافظة وجميع السموم المسببة للأمراض .
يبقى الصيام من أفضل الطرق الطبيعيَة للمحافظة على صحَة الجسم وسلامة أعضائه الوظيفيَة ، ولكن لا بد من الإلتزام بنصائح الطبيب وإتباع قواعده النظامية والغذائيَة خاصَة وأن مرضى الجهاز الهضمي قد يصابون بوجع بطن شديد مع ظهور مشكل الحموضة وحرقة المعدة إضافة إلى الإرتجاع المريئي وأحيانا يعانون من نوبات مغص شديدة بسبب الصيام وهي أعراض غالبا ما ترتبط بمرض هضمي معين كالقرحة المزمنة في الاثنى عشر ، الإلتهابات المعدية وما يعرف بالاثنى عشر، نوبات المرارة التي غالبا ما تكون ناتجة عن وجود حصوات خفيَة داخل المرارة فيكتشفها المريض أثناء الصيام وهذه النقطة بالتحديد يعتبرها الأطباء من أكبر الفوائد الصحيَة التي يتميَز بها الصيام ، حيث أثبتت دراسات حديثة منجزة حول الصيام أنَ الإمتناع عن الأكل والشرب لبضع ساعات يساهم في كشف أعراض العديد من الأمراض الخفيَة ولم يكن المريض على علم بها ، وهذا ما يساعده على التداوي والعلاج والقضاء على المرض مبكَرا ، كما يعمل الصيام على تخليص جسم الإنسان من المواد المتأكسدة والسموم المسببة للأمراض الخطيرة.