إنقطاع العادة الشَهريَة: أسبابها وطرق علاجها

إنقطاع الدورة الشهرية واضطرابها من أعراض العقم وتأخر الإنجاب

لا شكَ أن إنقطاع الحيض أي غياب العادة الشَهريَة  قد يكون السَبب الأساسي والرَئيسي  لمشاكل العقم وتأخَر الإنجاب وهي مشكلة  يواجهها  عدد كبير من الأزواج في مختلف أنحاء العالم والتي إستطاع العلم تحدَيها من خلال تقنية طفل الأنبوب، لذلك فإنَ ظاهرة إنقطاع الطَمث أو عدم إنتظامه هي عقدة صحية تستوجب البحث والتَدقيق خاصَة وأنَ أسبابها عديدة ولا يمكن حصره بل وأحيانا تكون غير معروفة تماما فإنقطاع الطمث قد يحدثه خلل في الهرمونات أو تكيس  في المبيض، وقد يكون نتيجة التوتر النفسي والإكتئاب الشَديد ،  و غيرها من الأسباب التي قد تقف وراء هذا العرض فالأطبَاء يعتبرون إنقطاع الدورة الشَهرية عرض وعلامة من العلامات التي تدلَ على وجود مشاكل مرضية معيَنة ، وفي هذا السَياق نتساءل عن أسباب إنقطاع العادة الشهرية و طرق علاجه .

عادة يكون إنقطاع الدَورة الشَهرية وإمتناعها عن النَزول من علامات الحمل الأولى والثابتة ولكن في نفس الوقت قد يكون هذا الإنقطاع من أعراض أمراض رحمية معيَنة وذلك إذا لم يكن هذا التأخَر أو الإنقطاع مصاحب بحمل ثابت، لذلك يؤكد الأطبَاء على ضرورة القيام يإستشارة طبيَة عاجلة في هذه الحالة.

إنَ النَظام الطَبيعي للجهاز التناسلي الأنثوي يقتضي بـأن تنزل الدورة الشهرية لدى المرأة خلال ثمانية وعشرين يوماً، وقد تكون في الأحيان كل ثلاثة وعشرين يوماً أو اثنان وثلاثين يوماً، فأثناء هذه الفترة وإذا لم تكن هناك عوائق وظيفية أو مرضيَة تكون البويضة في إنتظار عملية إكمال طريقها نحو قناة فالوب،و إذا كانت المرأة تعاني من تأخّر في الحيض أو إنقطاع تام يقع إحباط هذه المراحل وبالتالي لا يحدث حمل.

أسباب إنقطاع الدَورة الشَهرية

إذا لم يصاحب إنقطاع الدَورة الشَهرية حملا فهذا يؤكد وجود خطب ما ليس بالضرورة مرض خطير ولكن قد يكون مشكل صحَي أو نفسي أحبط عمل المبيض ، ومن الممكن أن تصاحب هذا العرض أعراضا إضافيَة ككثرة الشَعر الذكري hirsutism  ، فقدان الوزن المفاجئ، آلام في الرَأس وضعف في البصر (خلل في الرَؤيا).

وهناك معلومة مثبتة علميَا قد تغيب على أغلب النَساء اللَواتي يعانين من إضطراب الدورة الشَهريَة أو إنقطاعها أنَ بعض العقاقير والعلاجات الخاصَة بالحمل قد تسبب هذا الخلل سواءا كانت العلاجات عبر الحقن أو في شكل أقراص دواء أو التي تدخل في المهبل إضافة إلى الأدوية المضادَة للإكتئاب والتأزَم النفسي العلاج الكيميائي والستيرويدات.

وقد تكون متلازمة التَكيَس المتعدد للمبيض  Polycystic Ovary Syndrome وراء إنقطاع الدورة الشَهريَة نتيجة الإرتفاع المفرط لهرمون الاستروجين والبروجستيرون فيحدث خللا على مستوى الغدة النخامية فتمنع حدوث الاباضة ومن ثمَ تعيق نزول الحيض.

وقد تكون الأسباب خلقية أو وظيفيَة كأن يكون هناك إنسداد خلقي في المهبل يمنع خروج دم الحيض وغالبا ما تتطلب مثل هذه الحالات تدخَل طبَي أو جراحي سريع.

كيف يمكن علاج إنقطاع الطَمث؟

إنَ الخطوة الأولى لعلاج إنقطاع الطَمث  هي التَشخيص وهو من أهم المراحل التي يجب المرور بها قبل العلاج فمن خلالها يستطيع الطَبيب تشخيص الحالة بدقَة وبالتالي وصف العلاج المناسب لكلَ حالة، وفي هذا الصَدد يكون التشخيص على المستوى الجسدي والفيزيولوجي إضافة إلى إختبارات الدَم والبول، لمعرفة الوضع الصحَي والوظيفي للغدَة النَخامية كما يمكن لهذه الفحوصات أن تمتدَ إلى نوع آخر من التشخيصات من بينها نذكر:

فحص تحفيز البروجستين (بروجستيرون) قد يصف الطَبيب دواء في هذا الغرض لمدَة أسبوع، ومن أنجع الفحوصات وأكثرها نجاعة لتشخيص وعلاج أسباب تأخَر أو إنقطاع العادة الشَهريَة هو فحص السكانار (الماسح الضَوئي) والموجات فوق الصَوتية، التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي وذلك للكشف عن الأمراض والآفات التي قد تصيب الجهاز التناسلي أو الغدة النَخاميَة، كما يمكن أن يعتمد الطَبيب المختص المنظار في عملية الفحص.

كما يعتبر العلاج الجراحي هو الحل المثالي والنهائي إذا ما أثبتت الفحوصات والتَحاليل وجود ورم في الغدة النخامية سبب إنقطاع الطمث (العادة الشَهريَة).

وذلك من خلال إيلاج كاميرا التنظير عن طريق فتحة المهبل إلى غاية تجويف الرَحم، إلى جانب هذا النَوع من التَنظير هناك أيضا تنظير البطن حيث يدخل الطبيب الكاميرا عن طريق فتحة في جدار البطن.

ملاحظة:

ينصح الأطبَاء بتعجيل الإستشارة الطبية المباشرة عند ملاحظة الأعراض الأولى أي في حال ظهور خلل أو إضطراب في إنتظام الدَورة الشَهريَة قبل إنقطاعها تماما.