حذاري من مرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي وهذه هي طرق الوقاية منه L’hépatites

إنَ مرض إلتهاب الكبد الفيروسي أقل ما يمكن أن يقال عنه أنَه قاتل صامت لسرعة تمكَنه من المريض قبل التَفطن إليه  ولكنَ الأطبَاء يصنَفونه ضمن أخطر الأمراض في العالم لأنَه يمكن أن يصيب الإنسان دون أن تسجَل أو تظهر عليه أي أعراض معيَنة إلاَ أنَ خطورته تختلف من حالة إلى أخرى ومن نمط إلى آخر حيث يمكن أن يموت الإنسان بسبب هذا المرض في فترة وجيزة وفي المقابل يستطيع العديد من المرضى التَعايش معه ومقاومته كما تتفاوت خطورة هذا المرض  حسب نمط(نوع ) الفيروس المسؤول عن الإلتهاب وهي حقيقة علميَة أثبتتها أغلب الدَراسات والبحوث وحتَى التَجارب المنجزة حول هذا المرض، هذه الخطورة تدعونا إلى التَساؤل الجدَي حول ماهية آفة إلتهاب الكبد الفيروسي والطَرق الممكنة للوقاية منه؟

يصنَف إلتهاب الكبد الفيروسي ضمن الأمراض الباطنيَة المعدية والخطيرة كما يمكن لهذه الآفة أن تظهر بسبب خمسة فيروسات رئيسية مسببة للإلتهاب الكبدي الفيروسي وهذا ما دفع بأهل الإختصاص والخبراء الذين يعملون حول خصائص هذا المرض إلى تصنيف هذا المرض ضمن 5 أنماط فيروسيَة أساسيَة وهيA ، B ، C ، D ،E) .

هذه المعلومات أكَدها الدَكتور جرونبيرجر وهو طبيب مختص في جراحة الكبد ورئيس قسم الجراحة بمستشفى رودولف في فيينا، حيث يقول جرونبيرجر أنَه ورغم إختلاف أنماط وأنواع هذا المرض إلاَ أنَه يمكن ملاحظة نفس الأعراض عند أغلب الحالات وهي البول الغامق أو القاتم ، التقيؤ والآلام البطنيَة وظهور صفار بالعينين والجلد أيضا …ويضيف الدكتور أنَه يمكن لهذا المرض التَغلغل في جسم المريض دون أن يكون له أعراض واضحة خاصَة في بداياته .

أنماط مختلفة لإلتهاب الكبدي الفيروسي

يقول الدكتور جرونبيرجر أنَ العوامل المسبَبة لهذا المرض تختلف حسب نمط الفيروس المسؤول عن الإلتهاب الكبدي وهي كالآتي:

  • إلتهاب الكبد من نوع “A” و”E”  يمكن إلتقاطه من خلال الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروس المسؤول عن المرض.
  • إلتهاب الكبد من نوع “B” و”C” ينتج عن العدوى التي تسبَبها الإبر والعقاقير الملوَثة بالفيروس (التي وقع إستعمالها على أكثر من شخص (الدم الملوث بالفيروس)كما يمكن أن ينتقل عبر ممارسة الجنس أو من خلال حقن المخدرات..
  • الإلتهاب الفيروسي صنف D  ما يعرف في الماضي في عالم الطلب ب”فيروس دلتا “ولكن تجدر الإشارة أنَ النَوع D في حاجة إلى النَمط B  ليتطوَر ويتمكَن من تلويث الخلايا (يعتمده كغلاف خارجي ) أي أنَ اغلب الذين يصابون بالتهاب الكبد ” د “هم الذين يعانون من إلتهاب الكبد نمط” ب ” كما يؤكَد خبراء الجراحة العامة و أمراض الكبد أنَ المرضى الذين يعانون من الصَنف ب ود معا هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بسرطان الكبد وتشمَع أو تليَف الكبد (مرحلة متقدَمة لمرض الكبد )  .

ويؤكَد المختص أن الإلتهاب الكبدي الفيروسي يمكن أن ينتقل أيضا عن طريق الإتَصال الجنسي أو من خلال نقل الدم الملوث من شخص مريض إلى شخص معافى ويمكن أن تحدث مثل هذه الوقائع والتَجاوزات الصحيَة في الفضاءات الطبيَة والأماكن التي لا تخضع لقواعد الصحَة والسلامة الطبية المنصوص عليها من قبل وزارة الصحَة كما يجدر التَذكير أنَ الإلتهاب الكبدي الفيروسي يمكن أن تورَثه الأم إلى طفلها أثناء فترة الحمل …

من جهته يرى الإستشاري في وحدة الأمراض المعدية بوحدة حمد الطبية العربيَة الدكتور حسام الصعوب أنَ  درجة خطورة هذا المرض تقاس من خلال طبيعته ونوعه فمثلا الحالات التي تعاني من الإلتهاب الفيروسي من نوع A .E   غالبا ما تشفى تلقائَيا أو بعد التَداوي المختص دون أن تترك آثارا أو مضاعفات مرضية على الكبد، أمَا الإلتهاب الفيروسي  “B” و”C” تعتبر من الأنماط الخطيرة التي يمكن أن تهدد حياة الإنسان من خلال تحوَلها إلى أمراض مزمنة ومميتة خاصَة وأنَ أغلب التَجارب والبحوث أثبتت أنَها تؤدي إلى مشاكل عويصة في الكبد (سرطان الكبد ، تشمَع الكبد ) .

الطرق الممكنة للوقاية من إلتهاب الكبد الفيروس

وحسب معلومات صادرة عن منظَمة الصحَة العالمية وفي إطار برنامجها المتَبع للقضاء على الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد، إضافة إلى مجموعة من النَصائح الطبيَة المقدًمَة من قبل الخبراء وأطبَاء الأمراض الباطنيَة والأمراض المعدية فإنَه يمكن الوقاية من هذا المرض عبر مجموعة من القواعد الصحيَة ، السَلوكيَة والطبيَة ، أهمَها :

  • الخضوع إلى التَطعيم الذي يعتبر من أنجح الطرق الوقائيَة لتجنَب الإصابة بأمراض الكبد الفيروسيَة
  • إجراء الفحوصات الطبيَة الضَروريَة قبل الزَواج للتأكدَ من خلو الشريك من المرض
  • عدم إستعمال أدوات النَظافة الشَخصية أو تشاركها مع الآخرين (مقص تقليم الأظافر، فرشاة الأسنان أوشفرات الحلاقة، الإبر والعقاقير الطبيَة المستعملة …).
  • مقاطعة الفضاءات التي تكون فيها العدوى ممكنة كصالات رسم الوشم وعمل الَثقوب والرسوم في الجسم.
  • بالنسبة للنساء الحوامل لا بدَ من إجراء الفحوصات اللاَزمة للتأكد من عدم إصابتهن بالتهاب الكبد الفيروسي إضافة إلى ضرورة تطعيم الطَفل باللَقاح المضاد لهذا المرض.
  • الإلتزام بإجراء الفحوصات الدوريَة بإنتظام للكشف المبكر عن إلتهاب الكبد الفيروسي لأنَ ذلك يرفع من إمكانيَة الشَفاء ويدعم المسار العلاجي المعتمد للقضاء نهائيَا على المرض .