ما يجب معرفته عن الفحص بالمنظار

 

 

لا تبقى الحياة على حالها ،  فكلَ شيء فيها يتغيَر وفي خضم ما يشهده العالم من تطوَر وحداثة تختلف الوسائل وتتنوَع في مختلف المجالات ، فكل شيء قبل للتطور والتغيير  فظهرت وسائل لتسهيل الحياة على الإنسان ،ولطالما إرتبط التطوَر والتَغيير بالمجال الطبَي الذي يلعب دورا وجوديَا ضروريَا في حياة الإنسان فسجَلت إنجازات طبيَة أضافت الكثير للإنسانيَة  وللطب أيضا ومن أهمَ هذه التغييرات الإيجابيَة ما يعرف اليوم في المجال الطبي بثورة المناظير ، فالمنظار هو عبارة عن كاميرا متصلة بأنبوب قد يكون صلبا أو مرنا يقع إستعماله داخل الجسم أي إدخال هذا الأنبوب عن طريق فتحات صغيرة بالمناطق والأجزاء المراد فحصها أو علاجها  على غرار البطن ، القولون ،المفاصل والصدر إلخ وعمليَة الفحص بالمنظار اليوم تعتبر وسيلة آمنة وفعَالة للكشف الدقيق عن الأمراض وعلاجها في نفس الوقت فماهي خصائص هذه الطريقة العلاجيَة الطبيَة الحديثة؟

وأين تكمن نجاعة المنظار في معالجة الأمراض؟

Image associée

وتختلف الأهداف التي يستعمل لأجلها المناظير فمنها ما يستعمل لعلاج الجهاز الهضمي والآخر للجهاز التنفسي وقد يشمل الجهاز البولي كذلك ومع إختلاف العضو والمرض يختلف حجم ونوعيَة المنظار أيضا .

ونأخذ على سبيل المثال عمليَة الفحص بالمنظار المستخدم لتنظير الجهاز الهضمي العلوي أو السفلي الذي قد يكون مرنا وبحجم معيَن في حين يكون منظار القصبات الهوائيَة أقلَ حجما أي أصغر بكثير من منظار المعدة.

ويفسَر أطبَاء أمراض الجهاز الهضمي هذا اللإختلاف في الشَكل والحجم إلى أنَه عائد إلى إختلاف حجم وطبيعة كل عضو إلاَ أنَ جميع المناظير على إختلاف أنواعها وأحجامها توظَف لنفس الأهداف إمَا للتشخيص أو للعلاج وقد تعتمد لكلاهما معافي نفس الوقت.

 

أنواع المناظير الطبيَة

Résultat de recherche d'images pour "‫منظار المعدة‬‎"
منظار الجهاز الهضمي (المعدة )

وإنَ أكثر العمليات شيوعا والتي يقع فيها إستعمال المناظير الطبيَة بشكل مفرط هي جراحةالجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يستعمل أكثر من نوع واحد وهذا ما يفسَر تقسيم المناظير الطبيَة الخاصَة بالجهاز الهضمي إلى قسمين:

مناظير الجهاز الهضمي العلوي : الذي يعمل على إستكشاف المريء والبلعوم والمعدة و الاثنى عشر ,للكشف عن الالتهابات , أماكن النزف , إمكانيَة وجود زوائد لحمية داخليَة أو الأورام السَرطانيَة الخطيرة .

وللعلاج يعتمد المنظار للكشف عن المنطقة المصابة وإدخال أدوات خاصة لعلاج المشكل كإيقاف نزيف حاد  أو لأخذ عينة أو إزالة الزوائد اللحمية الداخلية بهدف فحصها مجهريَا وغيرها من الوسائل العلاجية المتنوَعة ، كما يمكن إستعمال المنظار للتخلَص من الأجسام الغريبة . ويعتبر المنظار الأكثر إستعمالا في جراحة الجهاز الهضمي ما يسمَى طبيَا  بمنظار القنوات المراريَة.
الذي يعمل بنفس وتيرة المنظار الهضمي العلوي إلاَ أنَ الإختلاف يكمن في الشَكل أي بخصائص ومميزات أوسع تمكن من تنظير القنوات المرارية.

وإلى جانب منظار الجهاز الهضمي العلوي هناك مناظير الجهاز الهضمي السفلي أيضا الذي يعمل على إستكشاف الأمعاء الغليظة كاملة …إضافة إلى مجموعة متنوَعة من الوظائف العلاجيَة والجراحيَة التي يقع إجراؤها لعلاج أمراض الجهاز الهضمي السفلي ، وتختلف المناظير بإختلاف المرض والعضو فإلى جانب المناظير الطبيَة الخاصَة بالجهاز الهضمي فإنَ مناظير الجهاز التنفسي لا تقل نجاعة عنها حيث تعتمد للتشخيص وأخذ عينات والعمل على غسيل القصبات الهوائية والرئة من الداخل  في نفس الوقت إضافة إلى سحب سائل الغسيل وإرساله إلى الفحص كما يستعمل المنظار لإزالة الأجسام الغريبة من الجسم .

وصل الإستخدام الطبَي للمنظار اليوم إلى إجراء عمليات جراحيَة علاجية  متقدمة  للغاية  تختلف تماما عن العمليَات الجراحيَة التَقليديَة المعتمدة في الماضي وتكمن نقطة التميَز الأولى للمناظير من خلال صغر حجم الفتحات الجراحية التي يقع من خلالها تمرير وإدخال المقصات والملاقط  ومختلف الأدوات الطبيَة الضَروريَة لإستكمال العمليَة على أكمل وجه ،فبفضل هذه التَقنية اليوم أصبحت أغلب الجراحات تجرى في ظروف آمنة ومتطورة حيث يتمكَن الجرَاح المختص من إتمام عمليَته الجراحيَة بنجاح ويجد راحته التامة  في إجراء العمليات بالمنظار .